للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رسولَ اللَّهِ، ما بالُ العظمِ والرَّوثِ؟ فقال: "أتاني وفدُ نصيبينِ فسألونِي الزادَ فدعوتُ اللَّهَ لهم ألَّا يمرُّوا بروثيةٍ ولا عظمٍ إلا وجدُوا عليهِ طعامًا.

[والنهي] (١) في البابِ عن الزبير (٢)، وجابرٍ (٣)، وسهلِ بن حنيفٍ (٤)، وغيرِهم بأسانيدَ فيها ما فيه مقالٌ، والمجموعُ يشهدُ بعضُها لبعض. وَعُلّلَ هنا بأنَّهُمَا لا يُطهِّرانِ، وَعُلّلَ بأنهما طعامُ الجنِّ، وعُلِّلَت الروثةُ بأنَّها ركسٌ. والتعليلُ بعدمِ التطهيرِ فيها عائدٌ إلى كونِها رِكْسًا. وأما عدمُ تطهيرِ العظمِ فلأنهُ لزجٌ لا يكادُ يتماسكُ، فلا ينَشِّفُ النجاسةَ، ولا يقطعُ البِلَّةَ.

ولما علَّل - صلى الله عليه وسلم - بأنَّ العظمَ والرَّوثةَ طعامُ الجنِّ، قال لهُ ابنُ مسعودٍ: وما يغني عنهمْ ذلكَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: "إنهمْ لا يجدونَ عظمًا إلا وجدُوا عليهِ لحمَهُ الذي كانَ عليهِ يومَ أُخِذَ، ولا وجَدُوا رَوثًا إلَّا وجدُوا فيهِ حبَّهُ الذي كان يومَ أُكِلَ"، رواهُ أبو عبدِ اللَّهِ الحاكمُ في "الدلائلِ". ولا ينافيهِ ما وردَ أن الرَّوثَ علفٌ لدوابِّهم كما لا يخْفى.

وفيهِ دليلٌ على أن الاستنجاءَ بالأحجارِ طهارةٌ لا يلزمُ معَها الماءُ وإن استُحبَّ؛ لأنهُ علّلَ بأنهما لا يطهِّرانِ، فأفادَ أن غيرَهما يُطَهِّرُ.

التنزُّه من البول وأن عامة عذاب القبر منه

١٧/ ٩٤ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اسْتَنْزِهُوا مِنَ الْبَوْلِ، فَإِنَّ عَامَّةَ عَذَابِ القَبْرِ مِنْهُ". [حسن لغيره]


(١) زيادة من (ب).
(٢) أخرجه الطبراني في "الكبير" (١/ ١٢٥ - رقم ٢٥١)، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ٢٠٩ - ٢١٠)، وقال الهيثمي: إسناده حسن.
ليس فيه غير بقية وقد صرَّح بالتحديث. وقال ابن حجر في "التلخيص" (١/ ١٠٩): رواه الطبراني بسند ضعيف. قلت: في "سنده" مجاهيل ثلاثة.
(٣) أخرجه مسلم (١/ ٢٢٤ رقم ٥٨/ ٢٦٣)، وأبو داود (١/ ٣٦ رقم ٣٨)، وأحمد (٣/ ٣٣٦)، والبيهقي (١/ ١١٠) عنه بلفظ: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُتَمَسَّحَ بعَظْم أو بِبَعْرٍ".
(٤) أخرجه أحمد في "المسند" (٣/ ٤٨٧)، وقال ابن حجر في "التلخيص" (٩/ ١٠١): "إسناده واهٍ".