(ومنها): ما أخرج مسلم في "صحيحه" (١/ ٥٦٩ رقم ٢٩٤/ ٨٣٢) من حديث طويل. عن عمرِو بن عَنبسَةَ - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَا مِنْكم رَجُلٌ يُقَرِّبُ وَضُوءَهُ فيتمضمضُ ويستنشقُ فينتثِرُ إلَّا خَرَّتْ خطايا وَجْهِهِ وفِيهِ وَخَياشِيمِه، ثمَّ إذا غَسَلَ وَجْهه كما أَمَرَهُ اللَّهُ إلَّا خَرَّتْ خطايا وَجْهه من أطرافِ لحيتهِ مَعَ الماءِ، ثمَّ يَغْسلَ يَدَيْهِ إلى المرفقَيْنِ إلَّا خَرَّت خطايا يديهِ من أناملِهِ مَعَ الماءِ، ثمَّ يَمْسَحُ رأسهُ إلَّا خَرَّتْ خطايا رأسِهِ من أطْرَافِ شَعْرِهِ مَعَ الماءِ، ثمَّ يَغْسِل قدمَيْهِ إلى الكعبينِ إلَّا خَرَّتْ خطايا رِجْلَيْهِ من أناملهِ مَعَ الماءِ، فإنْ هو قَامَ فصلَّى، فحمد اللَّهَ وأثنى عليه وَمَجَّدَهُ بالذي هو له أَهْلٌ، وفرَّغَ قَلْبَهُ للَّهِ، إلَّا انْصَرَفَ منْ خَطِيْئَتِهِ كهيئتِهِ يومَ ولدتْهُ أُمُّهُ". وأخرج النسائي (١/ ٩١ رقم ١٤٧) نحوه، وابن ماجه (١/ ١٠٤ رقم ٢٨٣) مختصرًا. (١) يشير المؤلف رَحِمَهُ اللهُ إلى الحديث الذي أخرجه مالك في "الموطأ" (١/ ٢٨ رقم ٢٨)، ومسلم (١/ ٢١٨ رقم ٣٩/ ٢٤٩). عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أن رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ إلى المَقْبَرَةِ، فقال: "السلامُ عليكم دارَ قومٍ مؤمنينَ، وإنَّا، إنْ شاء اللَّهُ، بكم لاحِقُونَ، وَدِدْتُ أنِّي قد رأيتُ إخوانَنَا"، فقالوا: يا رسول اللَّهِ، أَلَسْنَا بإخوانِكَ؟ قال: "بل أنتم أصحابي، وإخوانُنَا الذين لم يأتوا بَعْدُ، وأنا فَرَطُهُمْ على الحوضِ"، فقالوا: يا رسول اللَّهِ: كيف تَعْرفُ من يأتي بَعْدَك من أُمَّتِكَ؟ قال: "أرأيت لو كان لِرَجلٍ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ، في خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ، ألا يعرفُ خَيْلَهُ؟ قالوا: بلى يا رسول اللَّهِ، قال: "فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ يومَ القيامة غُرًّا مُحَجَّلِيْنَ من الوضوءِ، وأنا فَرَطُهُم على الحوضِ. فلا يُذَادَنَّ رجالٌ عن حَوْضِي كما يُذَادُ البَعِيرُ الضَّالُّ، أُنَادِيهِمْ: ألَا هَلُمَّ، ألَا هَلُمَّ، ألَا هَلُمَّ، فيقالُ: إِنَّهُمْ قدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ، فأقول: فَسُحْقًا، فَسُحْقًا، فَسُحْقًا". • دُهم بُهم: أي سود لم يخالط لونها لونٌ آخر. • سحقًا سحقًا: أي بُعدًا بُعدًا. والمكان السحيق: البعيد. ونصب على تقدير: ألزمهم الله سحقًا، أو سحقهم سحقًا.