للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقعَ منَ السلفِ التهاجرُ بينَ جماعةٍ منْ أعيانِ [الصحابةِ] (١) والتابعينِ [وتابعيهم] (٢). وقدْ عدَّ الشارحُ جماعةً [منْ أولئكَ] (٣) يستنكرُ صدورَه منْ أمثالِهم، وأقامُوا عليهِ، ولهمْ أعذارٌ إنْ شاءَ اللَّهُ. والحملُ على السلامةِ متعيَّنٌ، والعبادُ مظنةُ المخالفةِ. وأما قولُ الذهبيِّ (٤) إنهُ لا يُقْبَلُ جرحُ الأقرانِ بعضَهمِ على بعضٍ سيِّما السلفُ قالَ: وحدُّهم رأسُ ثلاثمائةٍ منَ الهجرةِ، فقدْ بينَّا اختلَالَ ما قالَ في ثمراتِ النظرِ (٥) في علمِ الأثرِ، وقد نقلَ في الشرح قضايا كثيرةً لا يحسنُ ذكرُها؛ إذْ طيُّ ما لا يحسنُ ذكرُه لا يحسنُ نشرُه.

[كل معروف صدقة]

٩/ ١٣٨٠ - وَعَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ"، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (٦). [صحيح]

(وَعَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ). المعروفُ ضدُّ المنكرِ. قالَ ابنُ أبي جمرة: اسمُ المعروفِ [اسم لما] (٧) عرفَ بأدلةِ الشرعِ أنهُ منْ أعمالِ البرِّ، سواءٌ جرتْ بهِ العادةُ أمْ لا، فإنْ قارنتْه النيةُ أُجِرَ صاحبُه جزمًا، وإلا ففيهِ احتمالٌ. والصدقةُ هي ما يعطيهِ المتصدقُ للَّهِ تعالَى فيشملُ الواجبةَ والمندوبةَ، والإخبارُ بأنَّهُ صدقةٌ منْ بابِ التشبيهِ البليغِ، وهوَ إخبارٌ بأنَّ لهُ حكمَ الصدقةِ في الثوابِ، وأنهُ لا يحتقرُ الفاعلُ شيئًا منَ المعروفِ، ولا يبخلُ بهِ. وفي الحديثِ: "إنَّ كلَّ تسبيحةٍ صدقةٌ، وكلُّ تكبيرةٍ صدقةٌ، والأمرُ بالمعروفِ [صدقةٌ] (٨)، والنهيُ عن المنكرِ صَدَقةٌ". وقال - صلى الله عليه وسلم -: "في بُضع أحدِكمْ صَدَقةٌ، والإمساكُ عن الشرِّ صدقةٌ" (٩)، وغيرُ ذلكَ


(١) زيادة من (ب).
(٢) في (أ): "أو الصحابة".
(٣) في (أ): "منهم بأسمائهم".
(٤) في "ميزان الاعتدال" (١/ ١١١).
(٥) مخطوط. جامع المكتبة الغربية مجاميع (٣) المكتبة التيمورية (٣٨١).
(٦) في "صحيحه" رقم (٦٠٢١).
(٧) في (ب): "ما".
(٨) زيادة من (ب).
(٩) وهو جزء من حديث أخرجه مسلم رقم (٥٣/ ١٠٠٦)، وأبو داود رقم (٥٢٤٣)، وأحمد في "المسند" (٥/ ١٦٧، ١٦٨) من حديث أبي ذر.