للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ما يُستفاد من حديث أبي هريرة

وفيه [دلالةٌ] (١) على ثبوتِ عذابِ القبرِ، والمرادُ منْ فتنةِ المحيا ما يعرضُ للإنسانِ مدةَ حياتِه منَ الافتتانِ بالدنيا، والشهواتِ، والجهالاتِ، وأعظمُهها والعياذُ باللَّهِ أمرُ الخاتمةِ عندَ الموتِ. وقيلَ هيَ الابتلاءُ معَ عدمِ الصبرِ. وفتنةُ المماتِ قيل: المرادُ بها الفتنةُ عندَ الموتِ أضيفتْ إليهِ لقربها منهُ، ويجوزُ أنْ يرادَ بها فتنةَ القبرِ، وقيلَ أرادَ بها السؤالَ معَ الحيرةِ. وقدْ أخرجَ البخاريُّ (٢): "إنكمْ تُفْتَنُونَ في قُبُورِكُمْ مِثْلَ أَوْ قريبًا منْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ". ولا يكونُ هذا تكريرٌ لعذابِ القبرِ لأنَّ عذابَ القبرِ متفرعٌ على ذلكَ. وقولُهُ: "فتنةِ [المسيحِ] (٣) الدجالِ"، قالَ [العلماء] (٤) أهلُ اللغةِ: الفتنةُ الامتحانُ والاختبارُ، وقدْ يطلقُ على القتلِ، والإحراقِ، والتهمةِ، وغيرِ ذلكَ. والمسيحُ بفتحِ الميمِ وتخفيفِ السينِ المهملةِ، وآخِرَهُ حاءٌ مهملةٌ، وفيهِ ضبطٌ آخرَ، وهذَا الأصحُّ. ويطلقُ على الدجالِ وعلى عِيْسى، ولكنْ إذا أريدَ بهِ الدجالُ قُيِّدَ باسمهِ، [سُمِّيَ] (٥) المسيحُ لمسحهِ الأرضَ، وقيلَ لأنهُ ممسوحُ العينِ. وأما عيْسى - عليه السلام - فقيلَ لهُ المسيحُ لأنهُ خرجَ منْ بطنِ أمِّهِ ممسوحًا بالدهنِ، وقيلَ لأنَّ زكريا مسحهُ، وقيلَ لأنهُ كانَ لا يمسحُ ذا عاهةٍ إلَّا بَرِئَ، وذكرَ صاحبُ القاموسِ (٦) أنهُ جمعَ في وجهِ تسميتهِ بذلكَ خمسينَ قولًا.

[ما كان يدعو به أبو بكر الصديق في الصلاة]

٥١/ ٣٠٢ - وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: عَلِّمْني دُعاءً أَدْعُو بهِ في صَلَاتي، قَالَ قُلْ: "اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفِسي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةَ مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْني، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفورُ الرَّحِيمُ"، مُتَّفَق عَلَيْهِ (٧). [صحيح]


(١) في (أ): "دليل".
(٢) في "صحيحه" (رقم: ٨٦ - البغا).
قلت: وأخرجه مسلم (رقم ١١/ ٩٠٥) من حديث أسماء.
(٣) زيادة من (ب).
(٤) زيادة من (أ).
(٥) في (أ): "يسمى".
(٦) (٣٠٨ - ٣٠٩).
(٧) البخاري (رقم ٨٣٤) ومسلم (رقم ٤٨/ ٢٧٠٥). =