للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[ترجمة أم ورقة]

(وعن أمِّ ورقةَ) (١) بفتحِ الواوِ والراءِ والقافِ، هي أمُّ ورقةَ بنتُ نوفلٍ الأنصاريةِ، وقيلَ: بنتُ عبدِ اللهِ بن الحرثِ بن عويمرٍ، كانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يزورُها ويسمِّيها الشهيدةَ، وكانت قدْ جمعتِ القرآنَ وكانت تؤمُّ أهلَ دارِها، ولما غَزَا رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بدرًا قالتْ: يا رسولَ اللهِ ائذنْ لي في الغزوِ معكَ، الحديث. وأمرَها أنْ تؤمَّ أهلَ دارِها وجعلَ لها مؤذنًا يؤذنُ، وكانَ لها غلام وجاريةٌ فدبَّرتْهما، وفي الحديثِ أن الغلامَ والجاريةَ قاما إليها في الليلِ فغمَّاها بقطيفةٍ لها حتَّى ماتتْ وذهبا، فأصبحَ عمرُ فقامَ في الناسِ، فقالَ من عندَهُ من علمِ هذينِ أو مَنْ رآهما فليجئْ بهما فوُجِدا فأمرَ بهما فصلبهُما، وكانَا أولَ مصلوبٍ بالمدينةِ.

(أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أمرَها أنْ تؤمَّ أهلَ دارِها. رواهُ أبو داودَ، وصحَّحه ابنُ خزيمةَ). والحديثُ دليلٌ على صحَّةِ إمامةِ المرأةِ أهل دارِها وإنْ كانَ فيهمُ الرجلُ، فإنهُ كانَ لها مؤذنٌ وكانَ شيخًا كما في الروايةِ، والظاهرُ أنها كانت تؤمُّهُ وغلامَها، وجاريتها، وذهبَ إلى صحته أبو ثورٍ، والمزني، والطبريُّ، وخالفَ في ذلكَ الجماهيرُ (٢).

وأما إمامةُ الرجلِ النساءَ فقط، فقد رَوَى عبدُ اللهِ بن أحمدَ من حديثٍ أُبيِّ بن كعبٍ: "أنهُ جاءَ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: يا رسولَ اللهِ، عملتُ الليلةَ عملًا، قالَ: ما هوَ؟ قالَ: نسوةٌ معي في الدارِ قُلْنَ إنكَ تقرأُ ولا نقرأُ، فصلِّ بنا فصليتُ ثمانيًا والوتر، فسكتَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: فرأينا أن سكوتَهُ رضًا"، قالَ الهيثميُّ (٣) في إسنادهِ مَنْ لم يسمَّ. قال (٤): ورواهُ أبو يَعْلَى (٥)، والطبرانيُّ في الأوسطِ وإسنادهُ حسنٌ.


(١) انظر ترجمتها في: "أسد الغابة" (٧/ ٤٠٨ رقم ٧٦١٨)، و"الإصابة" (٤/ ٥٠٥ رقم ١٥٤٢).
(٢) انظر: "المجموع" (٤/ ٢٥٤).
(٣) في "مجمع الزوائد" (٢/ ٧٤).
(٤) أي: الهيثمي في "المجمع" (٢/ ٧٤).
(٥) في "المسند" (٣/ ٣٣٦ رقم ٣٤/ ١٨٠١)، بإسناد ضعيف.