للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قِبَلِ رِجْلَي الْقَبْرِ. وَقَال: هَذَا مِنَ السُّنَّةِ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ (١). [صحيح]

[ترجمة أبي إسحاق]

(وعنْ أبي إسحاقَ) (٢) هوَ السبيعيُّ بفتحِ السينِ المهملةِ، وكسرِ الباءِ الموحدةِ، والعينِ المهملةِ، الهمدانيِّ الكوفيِّ، رأى عليًا عليه السلام وغيرَهُ منَ الصحابةِ، وهوَ تابعيٌّ مشهورٌ كثيرُ الروايةِ، ولدَ لسنتينِ منْ خلافةِ عثمانَ، وماتَ سنةَ تسعٍ وعشرينَ ومائةٍ، (أن عبدَ اللَّهِ بنَ يزيدَ) هوَ عبدُ اللَّهِ بنُ يزيدَ الخطميِّ بالخاءِ المعجمةِ، الأوسيِّ، كوفيٌّ شهدَ الحديبيةَ وهوَ ابنُ سبعَ عشرةَ سنةً، وكانَ أميرًا على الكوفةِ، وشهدَ معَ عليٍّ رضي الله عنه صِفِّينَ والجملَ، ذكرهُ ابنُ عبدِ البرِّ في الاستيعابِ (٣).

(أدخلَ الميتَ منْ قبلِ رجلي القبرِ) أي: منِ جهةِ المحلِّ الذي يوضعُ فيهِ رِجْلَا الميتِ فهوَ منْ إطلاقِ الحالِ على المحلِّ (وقالَ هذَا من السنةِ. أخرجهُ أبو داودَ). ورُوِيَ عنْ عليٍّ رضي الله عنه قال: "صلَّى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على جنازةِ رجلٍ منْ ولدِ عبدِ المطلبِ، فأمرَ بالسريرِ فوُضِعَ منْ قِبَلِ رجلي اللحدِ، ثمَّ أمرَ بهِ فسُلَّ سلًّا". ذكرهُ الشارحُ ولمْ يخرجْهُ (٤). وفي المسألةِ ثلاثةُ أقوال:

الأولُ: ما ذُكِرَ، وإليهِ ذهبتِ الهادويةُ، والشافعيُّ، وأحمدُ (٥).

والثاني: يُسَلَّ منْ قِبَلِ رأسهِ لما رَوَى الشافعيُّ (٦) عن الثقةِ مرفوعًا منْ


(١) في "السنن" (٣/ ٥٤٥ رقم ٣٢١١).
قال البيهقي: هذا إسناد صحيح. وقد قال: "هذا من السنة" فصار كالمسند. وقد روِّينا هذا القول عن ابن عمر وأنس بن مالك … " "المختصر" (٤/ ٣٣٦).
والخلاصة: فالحديث صحيح، والله أعلم.
(٢) انظر ترجمته في: "طبقات ابن سعد" (٦/ ٣١٣، ٣١٥)، و"التاريخ الكبير" (٦/ ٣٤٧)، و"تذكرة الحفاظ" (١/ ١١٤)، و"تاريخ الفسوي" (٢/ ٦٢١).
(٣) (٢/ ٣٩١ - بهامش الإصابة).
(٤) أخرجه الإمام زيد في "المسند" (٢/ ٥٠٣ - الروض النضير).
(٥) انظر: "الروض النضير" (٢/ ٥٠٥ - ٥٠٦)، و"نيل الأوطار" (٤/ ٨١)، و"المجموع" (٥/ ٢٩٤ - ٢٩٥)، و"المغني" (٢/ ٣٧٤ - ٣٧٥).
(٦) في "ترتيب المسند" (١/ ٢١٥ رقم ٥٩٨).
ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي في "سننه" (٤/ ٥٤)، وفي إسناده عمر بن عطاء بن وَرَاز الراوي عن عكرمة ضعَّفه يحيى، والنسائي ["ميزان الاعتدال" (٣/ ٢١٣)].