للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قَالَتْ: هُوَ قَوْلُ الرَّجُلِ: لَا وَاللَّهِ، وَبَلَى وَاللَّهِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِي (١) وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ مَرْفُوعًا (٢) [صحيح]

(وعنْ عائشةَ - رضي الله عنها - في قولِه تعالَى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} [قالتْ] (٣): هوَ قولُ الرجلِ: لا واللَّهِ، وبلَى واللَّهِ. أخرجَه البخاريّ) موقوفًا على عائشةَ، (ورواهُ أبو داودَ مرفوعًا). فيهِ دليلٌ على أن اللَّغوَ منَ الأيمانِ ما لا يكونُ عنْ قصدِ الحلفِ، وإنَّما جَرى على اللسانِ منْ غيرِ إرادةِ الحلفِ. وإلى تفسيرِ اللغوِ بهذا ذهبَ الشافعي، ونقلَه ابنُ المنذرِ عن ابن عمرَ وابنِ عباسٍ وغيرِهما منَ الصحابةِ وجماعةٍ منَ التابعينَ (٤). وذهبَ الهادويةُ والحنفيةُ (٥) إلى أن لغوَ اليمينِ أنْ يحلفَ على الشيءِ يظنُّ صدقَه فينكشفُ خلافُه، وذهبَ طاوسُ إلى أنَّها الحلفُ وهوَ غضبانُ، وفي ذلكَ تفاسيرُ أُخَرُ لا يقومُ عليها دليلٌ. وتفسيرُ عائشةَ أقربُ لأنَّها شاهدتِ التنزيلَ وهيَ عارفةٌ بلغةِ العربِ. وعنْ عطاءٍ والشعبيِّ وطاوسِ والحسنِ وأبي قلابةَ: لا واللَّهِ، وبلَى واللَّهِ لغةٌ منْ لغاتِ العربِ، لا يرادُ بها اليمينُ وهيَ منْ صلةِ الكلامِ، ولأنَّ اللغوَ في اللغةِ ما كانَ باطلًا، وما لا يعتدُّ بهِ منَ القولِ، ففي "القاموسِ" (٦): اللغوُ واللغى [كالفَتى] (٧) السَقَطُ وما لا يُعْتَدُّ بهِ منْ كلامٍ وغيرِهِ.

[الخلاف في أسماء الله تعالى]

٩/ ١٢٨٨ - وَعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِن لِلَّهِ تِسْعَةً وَتَسْعِينَ


(١) في صحيحه (١١/ ٥٤٧ رقم ٦٦٦٣) عن عائشة موقوفًا.
(٢) في "السنن" رقم (٣٢٥٤).
وهو حديث صحيح.
(٣) زيادة من (ب).
(٤) انظر: "الدُّرُّ المنثور" للسيوطي (١/ ٦٤٤، ٦٤٦).
(٥) انظر: "عقود الجواهر المنيفه" لمحمد مرتضى الزبيدي (١/ ٢٩٢).
(٦) "القاموس المحيط" (ص ١٧١٥، ١٧١٦).
(٧) في (أ): "كالشيء".