للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هذا الشأنِ. قالَ الحاكمُ: صار الدارقطنيُّ أوحدَ عصرهِ في الحفظِ والفهِمِ والورعِ، وإمَامًا في القراءةِ والنحوِ، ولهُ مصنفاتٌ يطولُ ذكرُها، وأشهدُ أنهُ لمْ يُخْلَقْ على أديمِ الأرضِ مثلُهُ.

وقالَ الخطيبُ: كانَ فريدَ عصرهِ وإمامَ وقتهِ، وانتهى إليهِ علمُ الأثرِ والمعرفةِ بالعللِ وأسماءِ الرجالِ، معَ الصدقِ والثقةِ وصحةِ الاعتقادِ. وقدْ أطالَ أئمةُ الحديثِ الثناءَ على هذا الرجلِ، وكانتْ وفاتُهُ في ثامنِ ذي القعدةِ سنةَ خمسٍ وثمانينَ وثلثمائةٍ.

(بإسنادٍ ضعيفٍ)، وأخرجهُ البيهقيُّ (١) أيضًا بإسنادِ الدارقطنيِّ وفي الإسنادين معًا القاسمُ بنُ محمدِ بن عقيل، وهوَ متروكٌ، وضعَّفَهُ أحمدُ وابنُ معينٍ وغيرُهما (٢)، وعدَّهُ ابنُ حبانَ في الثقاتِ (٣)، لكنَّ الجارحَ أولى [وإنْ كثر المعدِّلُ] (٤)، وهنا الجارحُ أكثرُ. وصرَّحَ بضعفِ الحديثِ جماعةٌ من الحفاظِ كالمنذريِّ، وابن الصلاح، والنوويِّ، وغيرهِم (٥).

قالَ المصنفُ: ويُغني عنهُ حديثُ أبي هريرةَ عندَ مسلمٍ (٦): (أنه توضأ حتى أشرعَ في العضدِ، وقالَ: هكذَا رأيتُ رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - توضأ) [الحديث] (٧).

قلتُ: ولوْ أتى بهِ هنا لكانَ أوْلى.

[حكم التسمية على الوضوء]

١٨/ ٤٦ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: (لا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ) [حسن بشواهده]


(١) في (السنن الكبرى) (١/ ٥٦)، وقال صاحب (الجوهر النقي): وفيه أيضًا عباد بن يعقوب متروك.
(٢) انظر ترجمته في: (ميزان الاعتدال) (٣/ ٣٧٩) رقم (٦٨٣٧).
(٣) (٧/ ٣٣٨).
(٤) زيادة من النسخة (ب).
(٥) وهو كما قالوا - رحمهم الله تعالى -.
(٦) في (صحيحه) (١/ ٢١٦) رقم (٣٤/ ٢٤٦): من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: (أنه توضأ فَغَسَلَ وَجْهَهُ فأسْبَغَ الوُضُوءَ، ثم غسلَ يَدَهُ اليمنى حتى أشْرَعَ في العَضُدِ، ثم يَدَهُ اليسرى حتى أشْرَعَ في العَضُدِ، ئُم مَسَحَ رأسَهُ، ثم غَسَلَ رِجْلَهُ اليُمنى حتى أشْرَعَ في الساقِ، ثم غَسَلَ رِجْلَهُ اليسرى حتى أشرعَ في الساقِ، ثم قال: هكذا رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ).
(٧) زيادة من النسخة (أ).