للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

منْ عبادِكَ [بخذلانِكَ وتبعيدكَ] (١) لهُ عنْ درجاتِ الخيرِ. قالَ المصنفُ: وقعَ في حديثِ ابنِ عباسٍ أنهُ -صلى الله عليه وسلم- كانَ يقولُه في صلاةِ الليلِ، وتقدَّمَ بيانُه. ووقعَ في حديثِ عليٍّ (٢) -عليه السلام- أنهُ كانَ يقولُه بعدَ الصلاةِ. واختلفتِ الرواياتُ هلْ كانَ يقولُه بعدَ السلام أو قبلَه؟ ففي مسلمٍ (٣): "أنهُ كانَ يقوله بينَ التشهُّدِ والسلامِ"، وأوردَهُ ابنُ حِبَّانَ (٤) في صحيحهِ بلفظِ: "كانَ إذا فرغَ من الصلاةِ"، وهوَ ظاهرٌ في أنهُ بعدَ السلامِ، ويحتملُ حمله على قبل السلام، ويحتمل أنهُ كانَ يقولُه قبلَه وبعدَه.

الدعاء بخير الدَّارين

٢٦/ ١٤٧٨ - وَعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِيني الَّذِي هُؤ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي إلَيْهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادةَ لِي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ"، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (٥). [صحيح]

(وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: اللَّهُمّ أَصْلِحْ لِي دِيني الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتي إِلَيْهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ)، تضمَّنَ الدعاءُ بخيرِ الدَّاريْنِ، وليسَ فيهِ دلالةٌ على جوازِ الدعاءِ بالموتِ، بلْ إنَّما دلَّ على سؤالِ أنْ يجعلَ الموتَ في قضائِه عليهِ ونزولهِ بهِ راحةً منْ شرورِ الدنيا، ومِنْ شرورِ القبرِ لعمومِ كلِّ شرِّ، أي منْ كلِّ شرٍّ قبلَه وبعدَه.


(١) في (أ): "بتبعيدك".
(٢) أخرجه مسلم في "صحيحه" (١/ ٥٣٥ رقم ٢٠١/ ٧٧١).
(٣) في "صحيحه" (١/ ٥٣٦ رقم ٢٠٢/ ٧٧١).
(٤) (٥/ ٢٩٧ رقم ١٩٦٦).
قلت: وأخرجه البغوي في "شرح السنة" رقم (٥٧٢)، والترمذي رقم (٣٤٢١) ورقم (٣٤٢٢) والبيهقي في "السنن الكبرى" (٢/ ٣٢).
(٥) في "صحيحه" رقم (٢٧٢٠).