للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الطيبي (١): سماهُ اختلاسًا لأنَّ المصلِّي يُقْبلُ على ربِّه تَعَالى، [ويترصَّدُ] (٢) الشيطانُ فواتَ ذلكَ عليهِ فإذا التفتَ استلبهَ [ذلكَ] (٣). وهوَ دليل على كراهةِ [الالتفاتِ] (٤) في الصلاةِ، وحملَهُ الجمهورُ على ذلك إذا كانَ التفاتًا لا يبلغُ إلى استدبارِ القبلةِ بصدرهِ أو عنقهِ كلِّه، وإلَّا كانَ مبطلًا للصلاةِ. وسببُ الكراهةِ نقصانُ الخشوعِ كما أفادَهُ إيرادُ المصنفِ للحديثِ في هذا البابِ، أو تركُ استقبالِ القبلةِ ببعض البدنِ، أولما فيه منَ الإعراضِ عن التوجهِ إلى الله تَعَالى كما أفادهُ ما أخرَجهُ أحمدُ (٥) وابنُ ماجهَ (٦) منْ حديثِ أبي ذرٍّ: "لا يزالُ اللَّهُ مقبلًا على العبدِ في صلاتِهِ ما لم يلتفتْ؛ فإذَا صرفَ وجهَهُ انصرفَ" أخرجهُ أبو داودَ (٧)، والنسائيُّ (٨).

(وللترمذيِّ) أي: عنْ [عائشةَ] (٩) وصححهُ (إياكِ) بكسرِ الكافِ، لأنهُ خطابُ المؤنثِ، (والالتفاتُ) بالنصبِ لأنهُ محذَّرٌ منهُ (في الصلاةِ فإنهُ هلكةٌ)، لإخلالهِ بأفضلِ العباداتِ. وأيُّ هَلَكَةٍ أعظمُ منْ هلكةِ الدينِ، (فإنْ كانَ لا بدَّ) مِنَ الالتفاتِ (ففي التطوعِ)، قيلَ: والنهيُ عن الالتفاتِ إذا كانَ لغيرِ حاجةٍ وإلَّا فقدْ ثبتَ "أن أبا بكرٍ - رضي الله عنه - التفتَ لمجيءِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في صلاةِ الظهرِ"، "والتفتَ الناسُ لخروجهِ - صلى الله عليه وسلم - في مرضِ موتهِ حيثُ أشارَ إليهمْ، ولوْ لم يلتفتُوا ما علمُوا بخروجهِ ولا إشارتهِ، وأقرَّهم على ذلكَ".

[لا يبصق المصلي أمامه ولا عن يمينه ولكن عن شماله أو تحت قدمه]

٧/ ٢٣٠ - وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا كانَ أَحَدُكُمْ في


(١) ذكره ابن حجر في "الفتح" (٢/ ٢٣٥).
(٢) في (ب): "يرتصد".
(٣) زيادة من (أ).
(٤) في (أ): "ذلك".
(٥) في "المسند" (٥/ ١٧٢).
(٦) لم يخرجه ابن ماجه.
(٧) في "السنن" (رقم ٩٠٩).
(٨) في "السنن" (٣/ ٨).
قلت: وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (١/ ٢٣٦)، وابن خزيمة (١/ ٢٤٤ رقم ٤٨٢)، والطحاوي في "المشكل" (٢/ ١٨٣)، والبغوي في "شرح السنة" (٣/ ٢٥١ رقم ٧٣٣). وقال المنذري في "المختصر" (١/ ٤٢٩) "وفيه أبو الأحوص - هذا - لا يعرف له اسم، وهو مولى بني ليث، وقيل: مولى بني غِفار، ولم يرو عنه غير الزهري، قال يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال أبو أحمد الكَرابيسِيُّ: ليس بالمتين عندهم".
وخلاصة القول: أن الحديث ضعيف.
(٩) كذا قال المؤلف والصواب عن أنس كما تقدم آنفًا.