للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ (١)، زَادَ النَّسَائِيُّ (٢): "لَا مَلْجَأ مِنَ الله إلَّا إِلَيْهِ". [صحيح]

(وَعَنْ أَبي مُوسَى الأشْعَرِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: يَا عَبْدَ اللهِ بنِ قَيْسٍ، أَلَا أدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ لَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلَّا بِاللَّهِ. مُتَّفَقُ عَلَيْهِ. زَادَ النَّسَائِيُّ منْ حَدِيثِ أبي مُوسَى: لَا مَلْجَأ مِنَ اللَّهِ إلَّا إِلَيْهِ)، أي: إنَّ ثوابَها مدَّخَرٌ في الجنةِ، وهوَ ثوابٌ نفيسٌ كما أنَّ الكنزَ أنفسُ أموالِ العبادِ، فالمرادُ مكنونُ ثوابها عندَ اللَّهِ لكمْ، وذلكَ لأنَّها كلمةُ استسلامٍ وتفويضٍ إلى اللَّهِ تعالى، واعترافٍ بالإذعانِ لهُ، وأنَّهُ لا صانعَ غيرهُ، ولا رادَّ لأمرِه، وأنَّ العبدَ لا يملكُ شيئًا منَ الأمرِ والحولُ والحركةُ والحيلةُ، أي: لا حركةَ، ولا استطاعةَ، ولا حيلةَ إلا بمشيئةِ اللَّهِ. ورُويَ تفسيرُها مرفُوعًا: "أي لا حولَ عنِ المعاصي إلَّا بعصمةِ اللَّهِ، ولا قوةَ على طاعةِ اللَّهِ إلَّا باللَّهِ"، ثمَّ قالَ -صلى الله عليه وسلم-: "كذلكَ أخبرني جبريلُ عنِ اللَّهِ تباركَ وتعالىَ" (٣). وقوله: "ولا ملجأ" مأخوذٌ منْ لجأَ إليهِ، وهوَ بفتحِ الهمزةِ، يقالُ: لجأتُ إليهِ والتجأتُ إذا استندتُ إليهِ واعتضدتُ بهِ، أي لا مستندَ منَ اللَّهِ ولا مهربَ عنْ قضائهِ إلَّا إليهِ.

[فضل الدعاء]

١١/ ١٤٦٣ - وَعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ -رضي الله عنهما- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: قَالَ: "إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ"، رَوَاهُ الأرْبَعَةُ، وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ (٤). [صحيح]


(١) البخاري في "صحيحه" رقم (٦٣٨٤)، ومسلم في صحيحه رقم (٢٧٠٤).
قلت: وأخرجه أبو داود رقم (١٥٢٦)، والترمذي رقم (٣٤٦١)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (٣٥٦)، وابن ماجه رقم (٣٨٢٤).
(٢) في "عمل اليوم والليلة" (١٣، ٣٥٨).
قلت: وأخرجه الترمذي رقم (٣٦٠١)، والبزار في "كشف الأستار" رقم (٣٠٨٩)، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٩٩): رواه البزار مطولًا ومختصرًا. ورجالهما رجال الصحيح غير كميل بن زياد وهو ثقة …
وأخرجه الحاكم (١/ ٥١٧)، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه هكذا ووافقه الذهبي.
(٣) انظر تفسير ذلك في: "الدر المنثور" (٥/ ٣٩٣).
(٤) أخرجه الترمذي رقم (٣٢٤٧)، وأحمد (٤/ ٢٦٧)، والبغوي في "شرح السنة" رقم (١٣٨٤)، والحاكم (١/ ٤٩٠، ٤٩١)، وصحَّحه ووافقه الذهبي من طريق سفيان، عن =