للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الاحتلامِ، وعلى أن المرأةَ لا تصفُّ مع الرجالِ، وأنَّها تنفردُ في الصفِّ، وأنَّ عدمَ امرأةٍ تنضمُّ إليها عذرٌ في ذلكَ، فإنِ انضمتِ المرأةُ معَ الرجلِ أجزأتْ صلاتُها لأنهُ ليسَ في الحديثِ إلّا تقريرُها على التأخرِ، وأنهُ موقفُها، وليسَ فيه دلالةٌ على فسادِ صلاتِها لو صلَّتْ في غيرهِ، وعندَ الهادويةِ (١) أنَّها تفسدُ عليها، وعلى مَنْ خلفَها، وعلَى من في صفِّها إنْ علمُوا، وذهبَ أبو حنيفةَ (٢) إلى فسادِ صلاهِ الرجلِ دونَ المرأة، ولا دليلَ على الفسادِ في الصورتينِ (٣).

من وجد الإمام راكعًا فلا يدخل في الصلاة حتى يصل الصف

٢٠/ ٣٨٩ - وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ - رضي الله عنه -، أَنَّهُ انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ رَاكِعٌ، فَرَكَعَ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى الصَّفِّ، فَقَالَ لَهُ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -: "زَادَكَ اللهُ حِرْصًا وَلَا تَعُدْ"، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (٤)، وَزَادَ أَبُو دَاوُدَ (٥) فِيهِ: فَرَكَعَ دُونَ الصَّفِّ، ثُمَّ مَشَى إِلَى الصَّفِّ. [صحيح]

(وعن أبي بكرةَ، أنهُ انتهَى إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهوَ راكعٌ، فركعَ قبلَ أن يصلَ إلى الصفِّ، فقالَ لهُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: زادَكَ اللهُ حِرْصًا) أيْ: على طلبِ الخيرِ، (ولا تَعُدْ) بفتحِ المثناةِ الفوقية منَ العودِ، (رواهُ البخاريُّ، وزادَ أبو داودَ فيهِ: فركعَ دونَ الصفِّ ثمَّ مشى إلى الصفِّ). الحديثُ يدلُّ على أن مَنْ وجدَ الإمامَ راكعًا فلا يدخلُ في الصلاةِ حتَّى يصلَ الصفَّ لقولهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ولا تعدْ"، وقيلَ: بل يدلُّ على أنهُ يصحُّ منهُ ذلكَ؛ لأنهُ - صلى الله عليه وسلم - لم يأمرْهُ بالإعادةِ لصلاتهِ، فدلَّ على صحتِها.

قلتُ: لعلَّهُ - صلى الله عليه وسلم - لم يأمرْهُ لأنهُ كانَ جاهلًا للحكمِ، والجهلُ عذرٌ.

ورَوَى الطبرانيُّ في الأوسطِ (٦) من روايةٍ عطاءٍ عن ابن الزبيرِ - قالَ الهيثميُّ (٧): رجالُهُ رجالُ الصحيحِ - أنهُ قالَ: "إذا دخلَ أحدُكمُ المسجدَ والناسُ


(١) انظر: "نيل الأوطار" (٣/ ١٧٩).
(٢) انظر: "الهداية" (١/ ٥٧).
(٣) وقال ابن حجر في "الفتح" (٢/ ٢١٢): "وعن الحنفية: تفسد صلاة الرجل دون المرأة، وهو عجيب … " اهـ.
(٤) في "صحيحه" (٢/ ٢٦٧ رقم ٧٨٣).
(٥) في "السنن" (١/ ٤٤١ رقم ٦٨٤).
(٦) الأوسط رقم (٧٠١٦).
(٧) في "المجمع" (٢/ ٩٦).