للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والمسيحُ ابنُ اللَّهِ (١). وقولُه: لم يولد [أي] (٢) لم يسبقْه عدمٌ.

فإنْ قلتَ: المعروفُ تقدمُ كونِ المولودِ مولُودًا على كونِه والدًا فكانَ هذا يقتضي أنْ يقالَ: [الذي] (٣) لم يولدْ ولم يلدْ. قلتُ: القصدُ الأصليُّ هنا نفيُ كونِه تعالَى ليسَ لهُ ولدٌ كما ادَّعاهُ أهلُ الباطلِ، ولم يدَّعِ أحدٌ أنهُ تعالَى مولودٌ، فالمقامُ مقامُ تقديمِ نفي ذلكَ.

فإنْ قلتَ: فَلِمَ ذكرَ ولم يولدْ معَ عدمِ منْ يدَّعيهِ؟ قلتُ: تتميمًا لتفردِ اللَّهِ تعالَى عنْ مشابهاتِ المخلوقينَ، وتحقيقًا لكونِه ليسَ كمثلِه شيءٌ. والكُفُؤُ المماثلُ، أي لم يكنْ أحدٌ يماثلُه في شيءٍ منْ صفاتِ كمالِه وعلُوِّ ذاتِه.

وفي الحديثِ دليلٌ على أنهُ ينبغي تحرِّي هذهِ الكلماتِ عندَ الدعاءِ، لإخبارِه -صلى الله عليه وسلم- أنه تعالى إذا سُئِلَ بها أعطَى، وإذا دُعِيَ بها أجابَ، والسؤالُ الطلبُ للحاجاتِ، والدعاءُ أعمُّ منهُ فهوَ منْ عطفِ العامِّ على الخاصِّ.

[دعاء الصباح والمساء]

٢٣/ ١٤٧٥ - وَعَنْ أبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إذَا أصْبَحَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ بكَ أصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ"، وإِذَا أمْسَى قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، إلَّا أنَّهُ قَالَ: "وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ"، أَخْرَجَهُ الأَرْبَعةُ (٤). [صحيح]

(وَعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا أَصْبَحَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ. وَإِذَا أَمْسَى قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ،


(١) يشير إلى قوله تعالى: {وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ … } [التوبة: ٣٠].
(٢) زيادة من (ب).
(٣) زيادة من (ب).
(٤) أبو داود رقم (٥٠٦٨)، والترمذي رقم (٣٣٩١)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" رقم (٥٦٤)، وابن ماجه رقم (٣٨٦٨).
قلت: وأخرجه البغوي في "شرح السنة" رقم (١٣٢٥)، والبخاري في "الأدب المفرد" رقم (١١١٩)، وابن حبان رقم (٢٣٥٥ - موارد).
قال الترمذي: حديث حسن وصححه النووي في "الأذكار" وابن حجر في "أماليه" كما في "الفتوحات الربانية" (٣/ ٨٦).