(٢) في النسخة (ب): (اختلاف). (٣) أخرجه البخاري (٨/ ١١٢) رقم (٤٤١٦)، ومسلم (٤/ ١٨٧٠) رقم (٣١/ ٢٤٠٤)، والترمذي (٥/ ٦٤١) رقم (٣٧٣١). وقال: حديث حسن صحيح، عن سعد بن أبي وقاص قال: (خَلَّفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله تُخَلِّفُني في النساء والصبيان؟ فقال: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارونَ من موسى؟ غيرَ أنَّهُ لا نبيَّ بعدي). قال القاضي: هذا الحديث مما تعلَّقت به الروافض والإمامية وسائر فرق الشيعة، في أن الخلافة كانت حقًّا لعليّ وأنَّهُ وُصِّيَ له بها. قال: ثم اختلف هؤلاء، فكفَّرتْ الروافض سائر الصحابة في تقديمهم غيره، وزاد بعضهم فكفَّر عليًا لأنه لم يقم في طلب حقه، بزعمهم. وهؤلاء أسخف مذهبًا وأفسد عقلًا من أن يُرَدُّ قولهم أو يناظروا. قال القاضي: ولا شك في كفر من قال هذا؛ لأن من كفَّر الأمة كلها والصدر الأول فقد أبطل نقل الشريعة، وهدم الإسلام. وأما من عدا هؤلاء الغلاة فإنهم لا يسلكون هذا المسلك. فأما الإمامية وبعض المعتزلة فيقولون: هم مخطئون في تقديم غيره، لا كفار. وبعض المعتزلة لا يقول بالتخطئة؛ لجواز تقديم المفضول عندهم. وهذا الحديث لا حجة فيه لأحد منهم، بل فيه إثبات فضيلة لعليّ، ولا تعرُّض فيه لكونه أفضل من غيره أو مثله. وليس فيه دلالة لاستخلافه بعده؛ لأن النّبي - صلى الله عليه وسلم - إنما قال هذا لعلي حينما استخلفه في المدينة في غزوة تبوك، ويؤيد هذا أن هارون، المشبَّه به، لم يكن خليفة بعد موسى بل توفي في حياة موسى وقبل وفاة موسى بنحو أربعين سنة على ما هو مشهور عند أهل الأخبار والقصص. قالوا: وإنما استخلفه حين ذهب لميقات ربه للمناجاة.