للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

دخول الجنةِ وتوابعُه منَ الأمنِ، وأما الوقايةُ منَ النارِ فهو يقتضي تيسيرُ أسبابِه في الدنيا منِ اجتنابِ المحارِمِ، وتركِ الشبهاتِ أوِ العفوِ [محضًا] (١)، ومرادُه بقولِه: وتوابعُه، ما يلحقُ بهِ في الذكرِ لا ما يتبعه حقيقةً.

الدعاء بغفران الجهل والخطأ والعمد والهزل …

٢٥/ ١٤٧٧ - وَعَنْ أَبي مُوسى الأَشْعَرِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَدْعُو: "اللَّهُمّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي، وَإِسْرَافِي فِي أَمْري، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي جِدِّي وَهَزْلِي، وَخَطَئِي وَعَمْدي، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ، وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ (٢). [صحيح]

(وَعَنْ أَبي مُوسى الأَشْعَرِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: كان النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَدْعُو: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتي، وَجَهْلِي وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي. اللَّهُمَّ اغْفِرْ ليَ جِدِّي وَهَزْلِي، وَخَطَئِي وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤخِّرُ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ). الخطيئةُ الذنبُ، والجهلُ ضدُّ العلمِ، والإسْرافُ مجاوزةُ الحدِّ في كلِّ شيءٍ. وقولُه: في (أمري) يحتملُ تعلُّقهُ بكلِّ ما تقدَّمَ، أو بقولهِ إسرافي فقط. والجدُّ بكسرِ الجيم ضدُّ الهزلِ. وقولُه: (وخطئي وعمدي) منْ عطْفِ الخاصِّ علَى العامِّ؛ إذِ الخطيئةُ تكونُ عنْ جدٍّ وعنْ هزْلٍ، وتكريرُ ذلكَ لتعددِ الأنواعِ التي تقعُ منَ الإنسانِ منَ المخالفاتِ، والاعترافِ بها، وإظهارِ أنَّ النَّفسَ غيرُ مبرَّأةٍ منَ العيوبِ إلا ما رحمَ علامُ الغيوبِ. وقولُه: (وكلُّ ذلكَ عندي) خبرُه محذوفٌ أي موجودٌ. ومعنَى (أنْتَ المقدِّمُ) أي تقدِّمُ مَنْ تشاءُ منْ خَلْقِكَ، فيتصفُ بصفاتِ الكمالِ، ويتحققُ بحقائقِ العبوديةِ بتوفيقك، وأنتَ المؤخِّرُ لمنْ [تشاءُ] (٣)


(١) زيادة من (ب).
(٢) أخرجه البخاري في "صحيحه " (١١/ ١٩٦ رقم ٦٣٩٨)، ومسلم في "صحيحه " (٤/ ٢٠٨٧ رقم ٧٠/ ٢٧١٩).
(٣) في (أ): "يشاء".