للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

خطيئةٍ. هذَا وقدْ سمعتُ أنهُ علَّلَ - صلى الله عليه وسلم - النهيَ عن البصاقِ على اليمينِ بأنَّ عنْ يمينهِ مَلَكًا فَأُورِدَ سؤالٌ وهوَ: أن على الشمالِ أيضًا مَلَكًا وهوَ كاتبُ السيئاتِ؟ وأجيبَ بأنهُ اختصَّ بذلكَ مَلَك اليمينِ تخصيصًا لهُ وتشريفًا وإكرامًا. وأجابَ بعض المتأخرينَ بأنَّ الصلاةَ أمُّ الحسناتِ البدنيةِ فلا دَخْلَ لكاتبِ السيئاتِ فيْها. واستشهد لذلكَ بما أخرجهُ ابنُ أبي شيبةَ (١) منْ حديثِ حذيفةَ موقوفًا في هذا الحديثِ: "ولا عنْ يمينهِ؛ فإنَّ عنْ يمينهِ كاتبُ الحسناتِ". وفي الطبرانيِّ (٢) منْ حديثِ أمامةَ في هذا الحديثِ: "فإنهُ يقومُ بينَ يدي اللَّهِ وَمَلَكٌ عنْ يمينهِ وقرينُه عنْ يسارِهِ"، وإذا ثبتَ هذا فالتفْلُ يقعُ على القرينِ وهوَ الشيطانُ، ولعلَّ مَلَكَ اليسارِ [حينئذٍ بحيثُ] (٣) لا يصيبُه شيءٌ منْ ذلكَ أوْ أنهُ يتحولُ في الصلاةِ إلى جهةِ اليمينِ.

[وجوب إزالة ما يلهي المصلي عن الخشوع]

٨/ ٢٣١ - وَعَنْهُ قَالَ: كَانَ قِرَامٌ لِعَائِشَةَ سَتَرَتْ بِهِ جَانِبَ بَيْتِهَا. فَقَالَ لَهَا النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَمِيطِي عَنَّا قِرَامَكِ هذَا، فَإِنَّهُ لَا تَزَالُ تَصَاوِيرُهُ تَعْرِضُ لي في صِلَاتي"، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (٤). [صحيح]

(وعنهُ) أي: أنسٍ - رضي الله عنه - (قالَ: كانَ قِرَام) بكسرِ القافِ وتخفيفِ الراءِ، السترُ الرقيقُ، وقيلَ: الصفيقُ منْ صوفٍ ذي ألوانٍ (لعائشةَ سترتْ بهِ جانبَ بَيْتِها، فقالَ لها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: أميطي [عنَّا] (٥) أي: أزيلي [عنا] (٦) (قِرَامَكِ هذا؛ فإنهُ لا تزالُ تصاويرُهُ تعرضُ)، بفتحِ المثناةِ الفوقيةِ وكسرِ الراءِ (لي في صلاتي. رواهُ البخاريُّ).

في الحديثِ دلالةٌ على إزالةِ ما يشوِّشُ على المصلِّي صلاتَهُ مما في منزلهِ أو في


(١) في "المصنف" (٢/ ٣٦٤).
(٢) عزاه إليه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٢/ ١٩) وقال: رواه الطبراني في "الكبير" من رواية عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد كلاهما ضعيف.
(٣) زيادة من (ب).
(٤) في "صحيحه" (رقم ٣٧٤) و (رقم ٥٩٥٩).
قلت: وأخرجه أحمد في "المسند" (٣/ ١٥١ و ٢٨٣).
(٥) زيادة من (ب).
(٦) زيادة من (أ).