للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المؤمنِ في طلبِ الحلالِ وتضييقهِ على نفسهِ بالصومِ والصلاةِ، حتَّى يلقَى اللَّهَ تعالى فيكونُ الجارُّ والمجرورُ في محلِّ النصبِ على الحالِ.

والمعنَى على الأولِ أن حالَ الموتِ ونزوعَ الروحِ شديدٌ عليهِ، فهو صفةٌ لكيفيّةِ الموتِ وشدّتِه على المؤمنِ، والمعنَى على الثاني أنهُ يدركُه [الموتُ] (١) في حالِ كونهِ على هذه الحالةِ الشديدةِ التي يعرقُ منها الجبينُ، فهو صفةٌ للحالِ التي يفاجئُه الموتُ عليها.

الترغيب في تلقين المحتضَر لا إله إلا الله محمد رسول الله

٤/ ٥٠٣ - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ وأبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنهما - قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ"، رَوَاهُ مُسْلِمٌ (٢) وَالأَرْبَعَةُ (٣). [صحيح]

(وعن أبي سعيدٍ وأبي هريرةَ قالا: قالَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: لقِّنُوا موتاكم) أي: الذينَ في سياقِ الموتِ، فهوَ مجازٌ (لا إلهَ إلَّا اللَّهُ. رواهُ مسلمٌ والأربعة)، وهذا لفظُ مسلمٍ. ورواهُ ابنُ حبانَ (٤) بلفظهِ وزيادةِ: "فمنْ كانَ آخرَ قولهِ: لا إلهَ إلَّا اللَّهُ دخلَ الجنةَ يومًا من الدهرِ، وإنْ أصابَهُ ما أصابهُ قبل ذلكَ". وقد غلطَ مَنْ نسبهُ إلى الشيخينِ، أو إلى البخاريِّ.

ورَوَى ابنُ أبي الدنيا (٥) [عن حذيفةَ] (٦) بلفظِ: "لقِّنوا موتاكمْ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ؛ فإنَّها تهدمُ ما قبلَها مِنَ الخطايا"، وفي البابِ أحاديثُ صحيحةٌ.

وقولُه: "لقِّنُوا" المرادُ: تذكيرُ الذي في سياقِ الموتِ هذا اللفظَ الجليلَ،


(١) زيادة من (ب).
(٢) في "صحيحه" (١/ ٦٣٢ رقم ٦/ ٩١١) من حديث أبي سعيد.
• و (٢/ ٦٣١ رقم ٨/ ٩١٢) من حديث أبي هريرة.
(٣) أبو داود (٣١١٧)، الترمذي (٩٧٦)، والنسائي (٤/ ٥)، وابن ماجه (١٤٤٥) من حديث أبي سعيد.
• وابن ماجه (١٤٤٤) من حديث أبي هريرة.
(٤) في "الإحسان" (٧/ ٢٧٢ رقم ٣٠٠٤) من حديث أبي هريرة.
(٥) في "المحتضَرين" (١/ ٢).
(٦) زيادة من (ب).