للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يأتي منْها (كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) فكما لا يجتمعُ المشرقُ والمغربُ لا يجتمعُ هوَ وخطاياهُ. (اللَّهُمَّ نَقِّني مِنْ خَطَايَايَ كَمَا ينَقَّى الثَّوْب الأبيَضُ مِنَ الدَّنَسِ) بفتحِ الدالِ المهملةِ والنونِ فسينٍ مهملةٍ، في القاموسِ (١) أنهُ الوسخُ، والمرادُ أزلْ عني الخطايا [بهذه] (٢) الإنابةِ. (اللَّهمَّ اغْسِلْني مِنْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ) بالتحريكِ، جمعُ بردةٍ. قالَ الخطابيُّ (٣): ذكرَ الثلجَ والبردَ تأكيدًا، أوْ لأنَّهما ماءانِ لم تستعْملهُما الأيدي. وقال ابنُ دقيقِ (٤) العيدِ: عبَّرَ بذلكَ عنْ غايةِ المحو؛ فإنَّ الثوبَ الذي تكررَ عليهِ ثلاثةُ أشياءَ منقيةً يكونُ في غايةِ النَّقَا. وفيهِ أقوالُ أُخَرُ. (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ). وفي الحديثِ دليلٌ على أنهُ يقولُ هذا الذكرَ بينَ التكبيرةِ والقراءةِ سرًا، وأنهُ يخيرُ بينَ هذا الدعاءِ والدعاءِ الذي [سلف] (٥) في حديثِ عليٍّ عليه السلام، أو يجمعُ بينهمَا.

[دعاء الاستفتاح عن عمر]

٦/ ٢٥٧ - وَعَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلهَ غَيْرُكَ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ، بسندٍ مُنْقَطِعٍ (٦). وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ مَوْصُولًا (٧) وَمَوْقُوفًا (٨). [موقوف]

(وَعَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - أَنَّهُ كَانَ يَقولُ) أي بعدَ تكبيرةِ الإحرامِ: (سُبْحَانَكَ اللَّهمَّ وَبِحَمْدِكَ) أي: أسبِّحُكَ حالَ كوني متلبِّسًا بحمدِكَ (وتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلَا إِلهَ غَيْرُكَ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ بِسَنَدٍ مُنْقَطِعٍ). قالَ الحاكمُ (٩): قدْ صحَّ عنْ عمرَ. وقالَ في الهدَى النبويِّ (١٠): إنَّهُ قدْ صحَّ عنْ عمرَ أنهُ كانَ يستفتحُ بهِ في مقامِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ويجهرُ بهِ ويعلِّمُهُ الناسَ، وهوَ بهذَا الوجهِ في حكمِ المرفوعِ، ولذَا فالَ الإمامُ


(١) "المحيط" (ص ٧٠٤).
(٢) في (أ): "كهذه".
(٣) ذكره ابن حجر في "الفتح" (٢/ ٢٣٠).
(٤) في "أحكام الأحكام" (١/ ٢١٣).
(٥) زيادة من (أ).
(٦) في "صحيحه" (رقم ٥٢/ ٣٩٩) موقوفًا على عمر.
قلت: وأخرجه ابن حجر في "الوقوف على ما في صحيح مسلم" من (الموقوف) رقم (١٤).
(٧) في "السنن" (رقم ٦).
(٨) في "السنن" (رقم ٧، ٨، ٩، ١٠).
(٩) في "المستدرك" (١/ ٢٣٥).
(١٠) أي في "زاد المعاد في هدي خير العباد" لابن قيم الجوزية (١/ ٢٠٥).