للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قالا: انطَلِقي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أَنْ قالَ: ودَعَا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بإناءٍ ففرَّغَ فيهِ من أفواهِ المَزادَتينِ - أو السَّطِيحتَينِ ونودِيَ في النَّاس: اسقُوا واستَقُوا، فسَقَى مَنْ سقى، واستَقى مَنْ شاء - الحديث) وفيهِ زيادَةٌ ومعجزاتٌ نبويةٌ.

[أحكام فقهية من الحديث]

والمرادُ أنهُ - صلى الله عليه وسلم - توضَّأَ من مَزَادَةِ المشرِكَةِ، وهوَ دليل لما سلفَ فِي شرحِ حديثِ أبي ثعلبةَ من طهارَةِ آنيةِ المشركينَ. ويدُلُّ أيضًا على طُهورِ جِلدِ الميتةِ بالدباغِ؛ لأنَّ المزادتينِ من جلودِ ذبائحِ المشركينَ، وذبائِحُهُم مَيْتَةٌ، ويدلُّ على طهارةِ رطوبةِ المشركِ؛ فإن المرأةَ المشركَةَ قَدْ باشرتِ الماءَ وهو دونَ القلتينِ؛ فإنهم قد صرَّحوا بأنَّهُ لا يَحْمِلُ الجملُ قَدْر القلتينِ. ومَنْ يقولُ: إِنَّ رطوبتَهم نجسةٌ ويقولُ: لا ينجسُ الماءُ إلا ما غيَّرَهُ، فالحديثُ [دليل] (١) على ذلك (٢).

[تضبيب الإناء بالفضة جائز]

٨/ ٢١ - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه -: "أَنَّ قَدَحَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - انكَسَرَ، فَاتَّخَذَ مَكَانَ الشَّعْبِ سَلْسَلَةً مِنْ فِضَّةٍ". [صحيح]

أَخْرَجَهُ الْبُخَاريُّ (٣).

(وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالكٍ - رضي الله عنه - أَنَّ قَدَحَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - انْكَسَرَ، فاتخذَ مكانَ الشَّعْب) بفتح الشين المعجمة، وسكون المهملة: لفظ مشترك بين معانٍ المراد [منها] (٤) هنا الصَّدْعُ والشَّقُّ. (سَلْسَلَةً مِنْ فِضَةٍ) في القاموس (٥): سلسلة بفتح أوله، وسكون


(١) في النسخة (ب): "يدلُّ".
(٢) قلت: وكذلك أكل المشركون من طعام المسلمين، فقد جاء وفود كثيرة إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فيدخلهم مسجده، ويطعمهم بأواني المسلمين، ولم يثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه أمر بتطهير الأواني لأكل المشركين بها، ولم يُنقل عن السلف الصالح - رضي الله عنهم - توقِّي رطوبات الكفار.
كما ثبت في الصحيحين [(البخاري ٨/ ٨٧ رقم ٤٣٧٢)، ومسلم (١٢/ ٨٧ - بشرح النووي)] أنه ربط "ثمامة بن أثال" المشرك بسارية المسجد.
(٣) في صحيحه (٦/ ٢١٢ رقم ٣١٠٩).
(٤) زيادة من النسخة (أ).
(٥) في "القاموس المحيط" (ص ١٣١٣).