للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقدْ أخذَ منْ صحتِه لمرضهِ حظَّه منَ الطاعاتِ. وقولُه: "مِنْ حياتِكَ لموتِكَ"، أي: خذْ منْ أيامِ الصحةِ والحياة والنشاطِ لموتك بتقديمِ ما ينفعكَ بعدَ الموتِ، وهوَ نظيرُ حديثِ: "بادِرُوا بالأعمالِ سبعًا، ما تنتظرونَ إلا فقرًا منسيًا، أو غنًى مُطْغيًا، أو مرضًا مفسِدًا، أوْ هرَمًا مفندًا، أو موتًا مجهِزًا، أو الدجالَ، فإنهُ شرُّ منتظرٍ، أو الساعةَ والساعةُ أدْهى وأمرُّ"، أخرجَهُ الترمذيُّ (١)، والحاكمُ (٢) منْ حديثِ أبي هريرة - رضي الله عنه -.

يحرم التشبه بالكفار في زيٍّ وغيره

٤/ ١٣٨٩ - وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ"، أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ (٣)، وَصَحّحَهُ ابْنُ حِبّانَ (٤) [صحيح]

(وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ. أَخْرَجَهُ

أَبُو دَاوُدَ، وَصَحّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ). الحديثُ [فيهِ ضعيف] (٥)، ولهُ شواهدُ عندَ جماعةٍ منْ أئمةِ الحديثِ عنْ جماعةٍ منَ الصحابةِ [تخرجهُ عن الضعفِ] (٦)، ومنْ شواهدِه ما أخرجه أبو يعلَي (٧) مرفُوعًا منْ حديثِ ابن مسعودٍ: "منْ رضيَ عملَ قومٍ كانَ منْهم". والحديثُ دالٌّ على أن منْ تشبَّه بالفسَّاقِ كانَ منْهم، أو بالكفارِ أو


(١) في "السنن" رقم (٢٣٠٦)، وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفهُ من حديث الأعرج عن أبي هريرة إلا من حديث محرز بن هارون، وقد روى بشر بن عمر وغيره عن محرز بن هارون هذا. وقد روى معمر هذا الحديث عمَّن سمع سعيدًا المقبري عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه قال: تنتظرون.
(٢) في "المستدرك" (٤/ ٥١٦)، من حديث أبي هريرة وقال: حديث صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي ولفظه: "بادروا بالأعمال ستًا قبل طلوع الشمس من مغربها، والدخان، والدجال، ودابة الأرض، وخويصة أحدكم، وأمر العامة".
(٣) في "السنن" رقم (٤٠٣١) بسند حسن.
(٤) لم أعثر عليه عند ابن حبان.
قلت: وأخرجه أحمد (٢/ ٥٠، ٩٢)، وعبد بن حميد رقم (٨٤٨)، وابن أبي شيبة في المصنف (٥/ ٣١٣)، وغيرهم. وهو حديث صحيح.
(٥) زيادة من (ب)، والضعيف هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان. انظر: "الإرواء" (٥/ ١٠٩).
(٦) زيادة من (ب).
(٧) لم أعثر عليه في "المسند" المطبوع، والله أعلم.