للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

واسم أبيهِ على نحوٍ مِنْ ثلاثينَ قولًا، قال ابنُ عبدِ البرِّ: الذي تسكنُ النفسُ إليهِ مِنَ الأقوالِ أنهُ عبدُ الرحمنِ بنُ صخرٍ، وبهِ قالَ محمدُ بنُ إسحاقَ، والحاكمُ أبو أحمدَ. وذُكر لأبي هريرةَ في مسندِ بقيِّ بن مخلدٍ خمسةُ آلافِ حديثٍ وثلاثُمائَةٍ وأربعةٌ وسبعونَ حديثًا. وهوَ أكثرُ الصحابةِ حديثًا، فليسَ لأحدٍ من الصحابةِ هذا القدْرُ ولا ما يقاربُه.

قلتُ: كذا في الشرحِ، والذي رأيتُه في "الاستيعابِ" لابنِ عبدِ البرِّ بلفظِ: "إلا أن عبدَ اللَّهِ أو عبدَ الرحمنِ هو الذي يسكنُ إليه القلبُ في اسمِه في الإسلام". ثم قال فيه: "مات في المدينةِ سنةَ تسعٍ وخمسينَ، وهو ابنُ ثمانٍ وسبعينَ سنةً ودفنَ بالبقيعِ". وقيل: مات بالعقيقِ، وصلَّى عليهِ الوليدُ بنُ عقبةَ بن أبي سفيانَ وكانَ يومئذٍ أميرًا على المدينةِ كما قالهُ ابنُ عبد البرِّ.

(قَالَ: قالَ رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - في البَحْرِ) أي في حُكْمِهِ. والبحرُ الماءُ الكثيرُ، أو المالحُ فقط، كما في "القاموس" (١). وهذا اللفظُ ليسَ من مقولهِ - صلى الله عليه وسلم -، بل مقولُهُ: (هُوَ الطَّهورُ)، بفتح الطاء المصدرُ واسمُ ما يُتَطَهَّرُ بهِ، أو الطاهِرُ المُطَهِّرُ، كما في "القاموس" (٢). وفي الشرعِ: يطلقُ على المُطَهِّرِ. وبالضمِّ مصدرٌ.

وقال سيبويه: "إنهُ بالفتح لهما ولم يذكرهُ [في] (٣) القاموسِ بالضمِّ، ولا الجوهري. (ماؤه) هو فاعلُ المصدرِ، وضميرُ ماؤهُ يقتضي أنَّهُ أريد بالضمير في قولِهِ: (هو).

البحر: بمعنى مكانه، إذ لو أُرِيدَ بهِ الماءُ لما احتيج إلى قولِهِ: (ماؤهُ) إذ يصير المعنى: الماء طهورٌ ماؤهُ (والحِلُّ) هو مصدرُ حلَّ الشيءُ ضِدّ حَرُمَ، ولفظُ الدارقطني (٤): الحلالُ (مَيْتَتُه) هو فاعله أيضًا، (أخرجه الأربعة).


= رقم ١٢١٦)، و"الإصابة" (١٢/ ٦٣ - ٧٩ رقم ١١٨٠)، و"الاستيعاب" (١٢/ ١٦٧ - ١٧٦ رقم ٣٢٠٨)، و "شذرات الذهب" (١/ ٦٣، ٦٤)، و"البداية والنهاية" (١/ ١٢، ١٥، ١٨، ٣/ ٨، ٤٢).
(١) "المحيط" (ص ٤٤١).
(٢) "المحيط" (ص ٥٥٥).
(٣) زيادة من النسخة (ب).
(٤) في "السنن" (١/ ٣٤ رقم ٢ و ٣) من حديث جابرِ بن عبدِ الله، و (١/ ٣٥ رقم ٨) من حديث أنس.