للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقيلَ غيرُ ذلكَ. (قالَ: مشيتُ أنا وعثمان بنُ عفانَ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقلْنا: يا رسول اللهِ، أعطيتَ بني المطَّلبِ منْ خُمسِ خبيرَ وتركْتَنَا ونحنْ وهمْ بمنزلةِ واحدةٍ؟ فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: إنَّما بنُو المطَّلبِ وبنُو هاشمٍ) المرادُ ببني هاشم: آلُ جعفر، وآل عليٍّ، وآلُ عقيل، وآلُ العباسِ، وآلُ الحارثِ، ولمْ يُدخِلْ آلَ أبي لهبٍ في ذلكَ؛ لأنهُ لم يسلمْ في عصرِهِ - صلى الله عليه وسلم - منهم أحدٌ، وقيلَ: بلْ أسلمْ منْهم [عتبةُ] (١) ومعتبٌ ابنا أبي لهب، وثبتَا معهُ - صلى الله عليه وسلم - في حنين (شيءٌ واحدٌ. رواهُ البخاريُّ).

الحديثُ دليلٌ على أن بني المطَّلبِ يشاركونَ [بني هاشم] (٢) في سهمٍ ذوي القُربى، وتحريمِ الزكاةِ أيضًا دونَ مَنْ عداهُم وإنْ كانُوا في النسبِ سواءً، وعلَّلَهُ - صلى الله عليه وسلم - باستمرارهم على المُوَالَاةِ كما في لفظٍ آخرَ تعليلُه: "بأنَّهم لم يفارقونا في جاهليةٍ ولا إسلامٍ"، [وصاروا] (٣) كالشيءِ الواحدِ في الأحكامِ، وهوَ دليلٌ واضحٌ في ذلكَ، وذَهَبَ إليهِ الشافعيُّ (٤)، وخالفَهُ الجمهورُ (٥) وقالُوا: إنهُ - صلى الله عليه وسلم - أعطاهُم على جهةِ التفضلِ لا الاستحقاقِ، وهوَ خلافُ الظاهر، بلْ قولُه شيءٌ واحدٌ دليلٌ أنهَّم [مشتركون] (٦) في استحقاقِ الخمسِ وتحريمِ الزكاةِ.

(واعلمْ) أن بني المطلبِ همْ أولادُ المطلبِ بن عبدِ منافٍ، وجبيرِ بن مطعمٍ منْ أولادِ نوفلِ بن عبدِ منافٍ، وعثمانُ منْ أولادِ عبدِ شمسِ بن عبدِ منافٍ، فبنُو المطلبِ، وبنُو عبدِ شمسٍ، وبنُو نوفلِ أولادُ عمٍّ في درجةٍ واحدةً؛ فلذا قال عُثمانُ وجُبير بنُ مُطعِمٍ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِنَّهم وبنو المطَّلب بمنزِلةٍ واحدةٍ؛ لأنَّ الكلَّ أبناءُ عمٍّ.

(واعلم) أنه كان لعبد مناف أربعة أولاد: هاشم، والمطَّلب، ونوفل، وعبد شمس، ولهاشم من الأولادِ عبد المطّلب، وصيفي، وأبو صيفي، وأسد، ولعبد المطَّلبِ من الأولاد عبد الله، وأبو طالب، وحمزة، والعباس، وأبو لهب، والحارث، وعبد العُزَّى، ومحل، ومقوم، والفيداق، وضرار، وزبير.


(١) في (أ): عقبة وهو خطأ.
(٢) زيادة من (ب).
(٣) في (ب): "فصاروا".
(٤) انظر: "المجموع" (٦/ ٢٢٦ - ٢٢٨).
(٥) انظر: "الفقه وأدلته" للزحيلي (٢/ ٨٨٣ - ٨٨٤).
(٦) في (ب): "يشاركون".