للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(ثلاثًا) أي مراتٍ (ومشى أربعًا، ثمَّ أتَى مقامَ إبراهيمَ فصلَّى) ركعتي الطواف (ثم رجعَ إلى الركن فاستلمهُ، ثمَّ خرجَ من البابِ) أي: بابِ الحرمِ (إلي الصَّفَا فلمَّا دَنَا) [أي] (١) قربَ (منَ الصَّفا قرأَ: إن الصفَا والمروةَ منْ شعائِرِ اللهِ، أبدأُ) في الأخذِ في السعي (بما بَدأ اللَّه به، فرقَى) بفتحِ القافِ (الصفَا حتَّى رأى البيتَ فاستقبلَ القبلةَ فوحَّدَ اللَّهَ وكبَّرَهُ) وبيَّنَ ذلكَ بقولِه: (وقال: لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ، وهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، لا إله إلا اللهُ، أنجزَ وعدَه) بإظهارِه تعالى للدِّينِ، (ونَصرَ عبدهُ) يريدُ بهِ نفسَه - صلى الله عليه وسلم -، (وهزمَ الأحزابَ) في يومِ الخندقِ (وحدَه) أي: منْ غيرِ قتالِ من الآدميينَ، ولا سببَ لانهزامِهم كما أشارَ إليه قولُه تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} (٢)، أو المرادُ كلُّ من تحزَّبَ لحربِه - صلى الله عليه وسلم - فإنهُ هزمَهم، (ثم دعا بينَ ذلكَ - قال مثل هذا - ثلاثَ مراتٍ). دلَّ أنهُ كررَ الذكرَ المذكورَ ثلاثًا، (ثمَّ نزلَ) منَ الصَّفا منتهيًا (إلي المروةِ حتَّى انصبتْ قدماهُ في بطنِ الوادي سعى) قالَ عياضُ: فيهِ إسقاطُ لفظةٍ لا بدَّ منها وهيَ حتَّى انصبتْ قدماهُ فرملَ في بطنِ الوادي، فسقطَ [لفظ] (٣) رملَ، قالَ: وقدْ ثبتَتْ هذهِ اللفظةُ في روايةِ لمسلمٍ، وكذا ذكرَها الحميديُّ في الجمْعِ بينَ الصحيحينِ، (حتَّى إذا صعدَ) منْ بطنِ الوادي (مشَى إلى المروةِ ففعلَ على المروةِ كما فعلَ على الصَّفَا) منْ استقبالِه القبلةَ إلى آخر ما ذكرَ (فذكرَ) أي جابرٌ (الحديثَ) بتمامِه واقتصرَ المصنفُ على محلِّ الحاجةِ. (وفيه) أي في الحديث: (فلمَّا كانَ يومُ الترويةِ) بفتح المثناةِ الفوقية، فراءِ وهوَ الثامنُ منْ شهرِ ذي الحجة، سُمِّيَ بذلكَ لأنَّهم [كانوا] (٤) يتروونَ فيهِ إذا لم يكنْ بعرفةَ ماءٌ، (توجَّهوا إلي منَى وركبَ - صلى الله عليه وسلم - فصلَّى بها الظهرَ، والعصرَ، والمغربَ، والعشاءَ، والفجرَ، ثمَّ مكثَ) بفتحِ الكافِ، ثم مثلثةٍ، لبثَ (قليلًا) أي بعدَ [صلاة الفجرِ] (٥) (حتَّى طلعتِ الشمسُ، فأجازَ) أي: جاوزَ المزدلفةَ ولم يقفْ بها، (حتى أتى عرفةَ) أي: قَرُبَ منْها لا أنهُ دخلَها بدليلِ (فوجدَ القبةَ) خيمةً صغيرةً (قد ضُربت له بِنَمِرةَ)؛ بفتح النون، وكسر الميم، فراءٍ فتاءِ تأنيث؛ محلٌّ معروفٌ (فنزلَ بها)، فإنَّ نمرةَ ليستْ منْ عرفاتٍ،


(١) زيادة من النسخة (ب).
(٢) سورة الأحزاب: الآية ٩.
(٣) في النسخة (أ): "لفظة".
(٤) زيادة من النسخة (أ).
(٥) في النسخة (أ): "الصلاة".