كنتُ أبيتُ في المسجد في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكنت فتًى شابًا عَزبًا، وكانت الكلابُ تبولُ وتقبلُ وتدبر في المسجدِ فلم يكونوا يرشون شيئًا من ذلك. وهو حديثٌ صحيحٌ. • قال ابن حجر في "فتح الباري" (١/ ٢٧٩): "واستدل أبو داود في "السنن" على أنَّ الأرضَ تَطهُرُ إذا لاقَتْها النجاسَةُ بالجفافِ، يعني أنَّ قولَهُ: "لم يكونوا يرشونَ" يدلُّ على نفي صبِّ الماءِ من بابِ أولى، فلولا أنَّ الجفاف يفيدُ تطهيرَ الأرضِ، ما تركوا ذلك ولا يخفى ما فيه" اهـ. وقال شمس الحق آبادي في "عون المعبود" (١/ ٤٣)، تعقيبًا على كلام ابن حجر هذا: "ليس عندي في هذا الاستدلال خفاءٌ بل هو واضحٌ … " اهـ. • وقال المباركفوري في "تحفة الأحوذي" (١/ ٤٦٢) أيضًا: "واستدلالُ أبي داودَ بهذا الحديثِ على أن الأرضَ تطهُرُ بالجفافِ صحيحٌ ليسَ فيهِ عندي خدشةٌ" اهـ. (١) زيادة من النسخة (أ). (٢) في "البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار" (١/ ٢٦). (٣) زيادة من النسخة (أ).