للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حاتمٍ وابنُ مردويهَ (١) والدارقطني (٢) عنْ أبي منْ وجْهٍ آخرَ قالَ: لما نزلتْ هذهِ الآيةُ قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ هذهِ الآيةُ مشتركةٌ أمْ مبهمَةٌ؟ قالَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أيةُ آيةٍ؟ "، قلتُ: {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} (٣) المطلقةُ والمتوفَّى عنْها زوجُها؟ قالَ: "نعمْ". وثبتَ عن ابن مسعودٍ - رضي الله عنه - عِدَّةُ رواياتٍ دالةٍ على قولهِ بهذَا (٤). وأخرجَ عنهُ ابنُ مردويهَ (٥) قالَ: "نسختْ سورةُ النساءِ القصْرى كلَّ عِدَّةٍ {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} (٣) أَجَلُ كلِّ حاملٍ مطلقةٍ أو متوفَّى عنْها زوجُها أنْ تَضَعَ حملَها. وأخرجَ ابنُ مردويهَ (٦) عنْ أبي سعيدٍ الخدريِّ قالَ: نزلتْ


(١) عزاه إليهما السيوطي في "الدر المنثور" (٨/ ٢٠٣).
(٢) في "السنن" (٣/ ٣٠٢ رقم ٢١٠) وفي سنده المثنى بن الصباح وهو متروك كما تقدم.
(٣) سورة الطلاق: الآية ٤.
(٤) أخرج البخاري (٨/ ١٩٣ رقم ٤٥٣٢). عن محمد بن سيرين، قال: جلست إلى مجلس فيه عُظَم من الأنصار، وفيهم عبد الرحمن بن أبي ليلى فذكرت حديث عبد الله بن عتبة في شأن سبيعة بنت الحارث، فقال: عبد الرحمن: ولكن عمه كان لا يقول ذلك، فقلت: إني لجريء إن كذبت على رجل في جانب الكوفة، ورفع صوته، قال: ثم خرجت فلقيت مالك بن عامر - أو مالك بن عوف - قلت: كيف كان قول ابن مسعود في المتوفى عنها زوجها وهي حامل؟ فقال: قال ابن مسعود: أتجعلون عليها التغليظ ولا تجعلون لها الرخصة لنزلت سورة النساء القصرى بعد الطولى. وأخرجه البخاري (٨/ ٦٥٤ رقم ٤٩١٠) بنحو اللفظ المذكور.
وأخرجه أبو داود (١١/ ٨٢ - بذل المجهود) عن عبد اللَّهِ قال: من شاء لاعنته، لأنزلت سورة النساء القصرى بعد الأربعة الأشهر وعشرًا. وهو حديث صحيح.
وأخرجه ابن ماجه (١/ ٦٥٤) رقم (٢٠٣٠) بنحو اللفظ المذكور عند أبي داود. وهو حديث صحيح.
وأخرجه أحمد (٦/ ١٣٦) عن عبد الله بن مسعود أن سبيعة بنت الحارث وضعت حملها بعد وفاة زوجها بخمس عشرة ليلة، فدخل عليها أبو السنابل فقال: كأنكِ تحدثين نفسك بالباءة، ما لك ذلك حتى ينقضي أبعد الأجلين، فانطلقت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته بما قال أبو السنابل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذب أبو السنابل، إذا أتاك أحد ترضينه فأتني به أو قال: فأنبئيني، فأخبرها أن عدتها قد انقضت.
وفي سند أحمد قتادة مدلس ولم يصرّح بالسماع هنا، إلا أن هذا الضعف انجبر بالمتابعات فهو حديث حسن لغيره.
(٥) عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور" (٨/ ٢٠٤).
(٦) عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور" (٨/ ٢٠٤).