للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تجبُ. بيَّنه قوله: (عشرونَ حِقَّةً وعشرونَ جَذَعَةً وعشرونَ بناتِ مخاضٍ وعشرونَ بناتِ لبونٍ وعشرونَ بني لبونٍ. أخرجَهُ الدارقطنيُّ، وأخرجَه الأربعةُ بلفظِ: وعشرونَ بني مخاضٍ بدلَ بني لبونٍ وإسنادُ الأَوَّلِ أَقْوَى) أي منْ إسنادِ، الأربعةِ فإنَّ فيهِ خِشْفَ بنَ مالكٍ الطائي، قالَ الدارقطنيُّ (١): [إنهُ رجلٌ] (٢) مجهولٌ، وفيهِ الحجَّاجُ بنُ أرطأةَ (٣).

واعلمْ أنهُ اعترضَ البيهقيُّ (٤) علَى الدارقطنيِّ وقالَ: إنَّ جعْلَه لبني اللبونِ غلطٌ منهُ، ثمَّ قالَ البيهقيُّ: والصحيحُ أنهُ موقوفٌ على ابنِ مسعودٍ والصحيحُ عنْ عبدِ اللهِ أنهُ جعلَ أحدَ أخماسِها بني المخاضِ لا كما توهَّم شيخُنا الدارقطنيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالَى.

والحديثُ دليلٌ على أنَّ ديةَ الخطأِ تُؤْخَذُ أخماسًا كما ذكرَ وإليه ذهبَ الشافعيُّ ومالكٌ وجماعةٌ منَ العلماءِ، وإلى أنَّ الخامسَ بنو لبونٍ وعنْ أبي حنيفةَ أنهُ بنو مخاضٍ كما في روايةِ الأربعةِ، وذهبَ الهادي وآخرونَ إلى أنَّها تُؤخَذُ أرباعًا بإسقاطِ بني اللبونِ، واستدلَّ لهُ بحديثٍ لم يثبتْه الحفَّاظُ، وذهبُوا إلى أنَّها أرباعٌ مطْلقًا. وذهبَ الشافعيُّ ومالكٌ إلى أنَّ الديةَ تختلفُ باعتبارِ العمْدِ وشبهِ العمْدِ والخطأِ، فقالُوا: إنَّها في العمدِ وشبهِ العمدِ تكونُ أثلاثًا كما في الخطأِ، وأما التغليظُ في الديةِ فإنهُ ثبتَ عنْ عمرَ وعثمانَ - رضي الله عنهما - فيمنْ قُتِلَ في الحرمِ بديةٍ وثلثٍ تغليظًا، وثبتَ عنْ جماعةٍ القولُ بذلكَ ويأتي الكلامُ فيهِ.

(وأخرجَهُ) أي حديثَ ابنِ مسعودٍ (ابنُ أبي شيبةَ منْ وجْهٍ آخرَ موقُوفًا) علَى ابنِ مسعودٍ (وهوَ أصحُّ منَ المرفوعِ).

٣/ ١١٠٦ - وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ (٥) وَالتِّرْمِذِيُّ (٦) مِنْ طَرِيق عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ


(١) في "السنن" -كما في "تهذيب التهذيب" (٣/ ١٢٢ رقم ٢٧١). وتبعه البغوي في "المصابيح"، وقال الأزدي: ليس بذاك. وقال في "التقريب" (١/ ٢٢٣ رقم ١٢٢): وثقه النسائي. وأورده ابن حبان في "الثقات" (٤/ ٢١٤)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (٣/ ٢٢٦).
(٢) زيادة من (ب).
(٣) وهو ضعيف تقدَّم مرارًا.
(٤) في "السنن الكبرى" (٨/ ٧٥).
(٥) لم أجده في "سنن أبي داود"، واللهُ أعلم.
(٦) في "السنن" رقم (١٣٨٧) وقال: حديث حسن غريب. =