للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رَوَاهُ النَّسَائِيُّ (١) وَأَبُو دَاوُدَ (٢)، وَصَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ وَابْنُ الْجَارُودِ (٣). [صحيح]

(وعنْ أبي رِمْثَةَ) (٤) بكسرِ الراءِ وسكونِ الميمِ وبالمثلثةِ، اسمُه رفاعةُ بنُ يثربيٍّ بفتحِ المثناةِ التحتيةِ وسكونِ المثلثةِ فراءٍ فموحدةٍ فياءِ النسبةِ. قَدِمَ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وعدادُه في أهلِ الكوفةِ.

(قالَ: أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ومعي ابني فقالَ: مَنْ هذَا؟ فقلتُ: ابني وأشهدُ بهِ، قالَ: أما إنهُ لا يجني عليكَ ولا تجني عليهِ. رواهُ النسائيُّ وأبو داودَ وصحَّحَهُ ابنُ خزيمةَ وابنُ الجارودِ)، وأخرجَهُ أحمد (٥) وأبو داودَ (٦) والترمذيُّ (٧) وابنُ ماجهْ (٨) منْ حديثِ عمرِو بنِ الأحوصِ أنهُ شهدَ حَجَّةَ الوداعِ معَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: "لا يجني جانٍ إلَّا علَى نفسِه، ولا يجني جانٍ علَى ولدِه"، وفي البابِ رواياتٌ أخرُ تعضِّدُهُ.

والجنايةُ الذَّنْبُ أو ما يفعلُه الإنسانُ مما يوجبُ عليهِ العقابَ أوِ القصاصِ. وفيهِ دلالةٌ على أنهُ لا يُطَالبُ أحدٌ بجنايةِ غيرِه سواءٌ كانَ قريبًا كالأبِ والولدِ وغيرِهما أوْ أجنبيًا، فالجاني يُطْلَبُ وحدَه بجنايتهِ ولا يطالبُ بجنايتِه غيرُه، قالَ اللهُ تعالَى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (٩).

فإنْ قلتَ: قدَ أمرَ الشارعُ بِتَحَمُّلِ العاقلةِ الديةَ في جنايةِ الخطأِ والقسامةِ.

قلتُ: هذا مخصَّصٌ منَ الحكْمِ العامِّ، وقيلَ إنَّ ذلكَ ليسَ منْ تَحمُّلِ الجنايةِ بلْ مِنْ بابِ التعاضدِ والتناصرِ فيما بينَ المسلمينَ.


(١) في "السنن" (٨/ ٥٣).
(٢) في "السنن" رقم (٤٢٠٧، ٤٤٦٥).
(٣) في "المنتقى" رقم (٧٧٠). قلت: وأخرجه الدارمي (٢/ ١١٩)، وأحمد (٢/ ٢٢٦، ٢٢٨)، و (٤/ ١٦٣)، والحميدي رقم (٨٦٦)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (٣/ ٢٨١)، والدولابي في "الكنى" (١/ ٢٩)، والبيهقي (٨/ ٢٧، ٣٤٥)، والبغوي في "شرح السنة" (١٠/ ١٨١ - ١٨٢)، وابن حبان رقم (١٥٢٢ - موارد) وغيرهم، وهو حديث صحيح، وقد تقدم عند شرح الحديث رقم (١٠/ ١٠٩٦)، من كتابنا هذا.
(٤) انظر ترجمته في: "أسد الغابة" رقم (١٧٠١) و"الإصابة" رقم (٢٦٨٩)، و"الاستيعاب" رقم (٧٨٧).
(٥) في "المسند" (٣/ ٤٩٨ - ٤٩٩).
(٦) لم أعثر عليه.
(٧) في "السنن" رقم (٣٠٨٧)، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
(٨) في "السنن" رقم (٢٦٦٩) و (٣٠٥٥). وهو حديث صحيح، انظر: "الإرواء" رقم (٢٣٠٣).
(٩) سورة الأنعام: الآية ١٦٤.