للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بذلكَ حديثُ مالكٍ، وأما حديثُ الحاكمُ فهوَ مسندٌ معَ أنهُ قالَ إمامُ الحرمينِ في "النهايةِ": إنهُ صحيحٌ متفقٌ على صِحَّتِه.

قالَ ابنُ الصَّلاحِ: وهذا مما يتعجبُ منهُ العارفُ بالحديثِ، ولهُ أشباهٌ [لذلك] (١) كثيرةٌ أوقَعُه فيها اطِّراحُه صناعةَ الحديثِ التي يَفتَقِرُ إليها كلُّ فقيهٍ وعالمٍ.

وفي الحديثِ دليلٌ على أنهُ يجبُ على مَنْ أَلمَّ بمعصيةٍ أنْ يستترَ، ولا يفضحُ نفسَهُ بالإقرارِ ويبادرُ إلى التوبةِ، فإنْ أبدَى صفحَتهُ للإمامِ - والمرادُ بها هُنَا حقيقةُ أمرِه - وجبَ على الإمامِ إقامةُ الحدِّ.

وقدْ أخرجَ أبو داودَ (٢) مرفُوعًا: "تعافُوا الحدودَ فيما بينَكم، فما بلغني منْ حدِّ فقَدْ وجبَ".

* * *


(١) زيادة من (ب).
(٢) في "السنن" (٤٣٧٦)، من حديث ابن عمرو بن العاص.
قلت: وأخرجه النسائي (٨/ ٧٠ رقم ٤٨٨٥ و ٤٨٨٦)، وصحَّحه الحاكم (٤/ ٣٨٣) وأقرَّه الذهبي. وذكره ابن حجر في "فتح الباري" (١٢/ ٨٧)، والبغوي في "شرح السنة" (١٠/ ٣٣٠)، وله شاهد من حديث ابن مسعود عند أحمد (١/ ٤١٩، ٤٣٨)، والحاكم (٤/ ٣٨٢ - ٣٨٣) وسنده ضعيف.
والخلاصة: أنَّ الحديث صحيح، واللهُ أعلم.