للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تسمَّى المضمارَ، والموضعُ الذي تضمر فيهِ الخيلُ [أيضًا] (١) مِضْمارٌ، وقيلَ: تُشَدُّ عليها سروجُها وتُجَلَّلُ بالأَجِلَّةِ حتَّى تَعْرَفَ فيذهبَ رَهَلهَا ويشتدُّ لحمُها.

(منَ الحَفياءِ) بفتحِ [الحاءِ] (٢) المهملةِ وسكونِ الفاءِ بعدَها مثناةٌ تحتيةٌ ممدودةٌ وقد تُقْصَرُ، مكانٌ خارجَ المدينةِ (وكانَ أمدُها) بالدالِ المهملةِ أي غايتُها (ثنيةَ الوداعِ)، محلٌّ قريبٌ منَ المدينةِ سُمِّيَتْ بذلكَ لأنَّ الخارجَ منَ المدينةِ يمشي معهُ المودعونَ إليها.

(وسابقَ بينَ الخيلِ التي لم تُضَمَّرْ منَ الثنيةِ إلى مسجدِ بني زُرَيْقٍ، وكانَ ابنُ عمرَ فيمنْ سابقَ. متفق عليهِ. زادَ البخاريُّ) منْ حديثِ ابن عمرَ (قالَ سفيانُ: منَ الحفياءِ إلى ثنيةِ الوداعِ خمسةُ أميالٍ أو ستةٌ، ومِنَ الثنيةِ إلي مسجدِ بني زُرَيْقٍ ميلٌ).

الحديثُ دليلٌ على مشروعيةِ المسابقة وأنهُ ليسَ منَ العبثِ بلْ منَ الرياضةِ المحمودةِ الموصلَةِ إلى تحصيلِ المقاصدِ في الغزوِ والانتفاعِ بها في الجهادِ، وهي دائرة بينَ الاستحبابِ والإباحةِ بحسبِ الباعثِ علَى ذلكَ.

قالَ القرطبي: لا خلافَ في جوازِ المسابقةِ على الخيلِ وغيرِها منَ الدوابِّ وعلَى الأقدام، وكَذَا [الترامِي] (٣) بالسهامِ واستعمالِ الأسلحةِ، لما في ذلكَ منَ [التدرب] (٤) على الحربِ. وفيهِ دليلٌ على جوازِ تضميرِ الخيلِ المعدَّةِ للجهادِ، [وقيلَ] (٥) إنهُ يستحبُّ.

٢/ ١٢٣٦ - وَعَنْهُ - رضي الله عنه - أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سَابَقَ بَيْنَ الْخَيْلِ، وَفَضَّلَ الْقُرَّحَ في الْغَايَةِ. رَوَاهُ أَحْمَدُ (٦) وَأَبُو دَاوُدَ (٧)، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ (٨). [صحيح]

(وعنهُ) أي ابن عمرَ - رضي الله عنهما - (أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - سابَقَ بينَ الخيلِ وفضَّل القُرَّحَ) جمعُ


(١) زيادة من (ب).
(٢) زيادة من (ب).
(٣) في (أ): "المراماة".
(٤) في (أ): "التمرين".
(٥) زيادة من (ب).
(٦) في "المسند" (٢/ ١٥٧).
(٧) في "السنن" رقم (٢٥٧٧).
(٨) في "صحيحه" رقم (٤٦٨٨).
قلت: وأخرجه الدارقطني (٤/ ٢٩٩)، وهو حديث صحيح.