للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والحديثُ دليلٌ على أنهُ لا يجزئُ الجذعُ منَ الضأنِ في حالٍ منَ الأحوالِ إلَّا عندَ تعسُّرِ المسنَّةِ، وقدْ نقلَ [القاضي] (١) عياضٌ الإجماعَ على ذلكَ، ولكنَّه غيرُ صحيحٍ لما يأتي، وحُكِيَ عن ابن عمرَ والزُّهْريِّ أنهُ لا يجزئُ ولو معَ التعسُّرِ.

وذهبَ كثيرونَ إلى إجزاءِ الجذعِ منَ الضأنِ مطلقًا، وحملُوا الحديثَ علَى الاستحباب بقرينةِ حديثِ أمِّ بلالٍ أنهُ قالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ضحُّوا بالجذع منَ الضأنِ"، أَخرجَهُ أحمدُ (٢) وابنُ جريرٍ (٣) والبيهقيُّ (٤)، وأشارَ الترمذيُّ (٥) إلى حديثِ: "نعمتِ الأضحيةُ الجذْعُ منَ الضأنِ"، ورَوَى ابنُ وهبٍ عنْ عقبةَ بن عامرٍ (٦) بلفظٍ: "ضحَّينا معَ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بالجذعِ منَ الضأنِ".


(١) زيادة من (ب).
(٢) في "المسند" (٦/ ٣٣٨).
(٣) لم أعثر عليه عند ابن جرير.
(٤) في "السنن الكبرى" (٩/ ٢٧١).
قلت: وأخرجه ابن ماجه (٣١٣٩)، وابن حزم في "المحلَّى" (٥/ ٣٦٤) قال ابن حزم (٥/ ٣٦٥): "أما حديث أم بلال فهو عن أم محمد بن أبي يحيى ولا ندري من هي عن أم بلال وهي مجهولة، ولا ندري لها صحبة أم لا"، ووافقه الألباني في "الضعيفة" (١/ ٨٩).
والخلاصة: أن الحديث ضعيف …
(٥) في "السنن" (٤/ ٨٧ رقم ١٤٩٩) وقال: حديث حسن غريب.
قلت: وأخرجه البيهقي (٩/ ٢٧١)، وأحمد (٢/ ٤٤٤ - ٤٤٥)، وابن حزم في "المحلَّى" (٥/ ٣٦٤)، وقال ابن حزم في "المحلَّى" (٥/ ٣٦٥): "وطريق أبي هريرة الأولى أسقطها كلها وفضيحة الدهر لأنه عن عثمان بن واقد، وهو مجهول، عن كدام بن عبد الرحمن، ولا ندري من هو؟ وهنا جاء ما جاء أبو كباش وما أدراك ما أبو كباش ما شاء الله كان … " اهـ.
وقال الألباني في "الضعيفة" (١/ ٨٧) موضحًا ومعقبًا على كلام ابن حزم: "كأنه يتهم أبا كباش بهذا الحديث، وهو مجهول مثل الراوي عنه كدام. وقد صرَّح بذلك الحافظ في "التقريب". وللحديث علة أخرى وهي الوقف، فقال البيهقي عقبه: "وبلغني عن أبي عيسى الترمذي قال: قال البخاري: رواه غير عثمان بن واقد عن أبي هريرة موقوفًا".
والخلاصة: أن الحديث ضعيف.
(٦) أخرجه النسائي (٤٣٨٢)، والبيهقي (٩/ ٢٧٠) من طريق بكير بن الأشج عن معاذ بن عبد اللهِ بن حبيب عنه.
قال الألباني في "الضعيفة" (١/ ٨٩): وهذا إسناد جيد رجاله ثقات، وإعلال ابن حزم - في "المحلى" (٧/ ٣٦٤) - له بقوله: "ابن خبيب هذا مجهول"، غير مقبول، فإن معاذًا =