للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(وعنْ عائشةَ - رضي الله عنها - قالتْ: سمعت رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: يدْعَى بالقاضي العادلِ يومَ القيامةِ فيلقَى منْ شدةِ الحسابِ ما يتمنَّى أنه لم يقضِ بينَ اثنينِ في عمرِهِ. رواهُ ابن حِبَّانَ وأخرجَهُ البيهقيُّ ولفظُه: في تمرةٍ). في الحديثِ دليلٌ على شدةِ حسابِ القضاةِ يومِ القيامةِ، وذلكَ لما يتعاطونَهُ منَ الخطرِ، فينبغي لهُ أنْ يتحرَّى الحقَّ، ويبلغَ فيهِ جهدَه ويحذرُ منْ خلطاءِ السوءِ منَ الوكلاءِ والأعوانِ.

فقدْ أخرجَ البخاريُّ (١) وغيرُه منْ حديثِ أبي سعيد [الخدريِّ] (٢) مرفُوعًا: "ما استخلفَ اللَّهُ منْ خليفةٍ إلَّا لهُ بطانتانِ، بطانةٌ تأمرهُ بالخيرِ وتحضُّه عليهِ، وبطانةٌ تأمرهُ بالشرِّ وتحضُّهُ عليهِ، والمعصومُ مَنْ عصمَهُ اللَّهُ تعالَى"، وأخرجَهُ النسائيُّ (٣) منْ حديثِ أبي هريرةَ مرفُوعًا بلفظِ: "ما مِنْ والٍ [إلَّا لهُ بطانتانِ (٤)] " الحديثَ. ويحذِّرُ الغرماءَ والوكلاءَ ويروي لهمْ حديثَ: "مَنْ خاصمَ في باطلٍ وهوَ يعلمهُ، لم يزلْ في سخطِ اللَّهِ حتَّى ينزعَ" (٥)، وفي لفظٍ: "مَنْ أعانَ على خصومةٍ بظلمٍ فقدْ باءَ بغضبٍ منَ اللَّهِ" (٦). رواهُما أبو داودَ منْ حديثِ ابن عمرِ. ولما [عرفتَه] (٧) تجنبَ أكابرُ العلماءِ ولايةَ القضاءِ كما قدمناهُ. وإذا كانَ هذا في القاضي العدل فكيفَ بقضاةِ الجَورِ والجهالةِ، وفي ترجمةِ عبدِ اللَّهِ بن وهبٍ في الغربالِ أنهُ كتبَ إليهِ الخليفةُ بقضاءِ مصرَ فاختفَى في بيتِه، فاطلعَ عليه بعضُهم [يومًا] (٨) فقالَ: يا ابنَ وهبٍ ألا تخرجُ بينَ الناسِ بكتابِ اللَّهِ وسنةِ رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ فقالَ: أما علمتَ أن العلماءُ يُحْشَرون معَ الأنبياءِ والقضاةُ معَ السلاطينِ.


(١) أخرجه البخاري في "صحيحه" (٧١٩٨).
(٢) زيادة من (ب).
(٣) في "السنن" (٧/ ١٥٨).
(٤) زيادة من (ب).
(٥) في "السنن" رقم (٣٥٩٧)، وهو حديث صحيح.
قلت: وأخرجه الحاكم (٤/ ٩٩، ٣٨٣)، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٩١): رواه الطبراني في "الكبير والأوسط"، ورجالهما رجال الصحيح غير محمد بن منصور الطوسي وهو ثقة.
(٦) في "السنن" رقم (٣٥٩٨) وهو حديث ضعيف.
انظر: "الإرواء" (٧/ ٣٥٠).
(٧) في (أ): "عرفت".
(٨) زيادة من (ب).