للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وصيفةً لعبدِ اللهِ والدِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. ويقالُ كانتْ منْ سبي الحبشةِ الذينَ قدِمُوا زمنَ الفيلِ، فصارتْ لعبدِ المطلب، فوهبَها لعبدِ اللهِ والدِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. وتزوجتْ قبلَ زيدِ عُبَيْدًا الحبشيَّ فولدتْ لهُ أَيمنَ فَكُنِّيَتْ بهِ، واشتهرتْ بِكُنيتِها، واسمُها بَرَكَةُ. والحديثُ دليل على [اعتبارِ القيافةِ] (١) في ثبوتِ النسبِ. وهيَ: مصدرُ قافَ قيافةً، والقائفُ الذي يتتبعُ الآثارَ ويعرفُها ويعرفُ [شِبْهَ] (٢) الرجلِ بأبيهِ وأخيهِ [ونحوهما] (٣). وإلى اعتبارها في ثبوتِ النسبِ ذهبَ مالكٌ والشافعيُّ وجماهيرُ العلماءِ مستدلين بهذا الحديثِ. ووجْهُ دلالتِه [على العمل بها] (٤) ما عُلِمَ منْ أن التقريرَ منهُ - صلى الله عليه وسلم - حجةٌ [شرعية] (٥)، لأنُه أحدُ أقسامِ السنةِ [النبوية] (٦).

وحقيقةُ التقريرِ أَنْ يَرَى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فعلًا منْ فاعلٍ، أو يسمعَ قولًا منْ قائلٍ، أو يعلمُ بهِ، وكانَ ذلكَ الفعلُ منَ الأفعالِ التي لا يعلمُ تقدّمَ إنكارها منه - صلى الله عليه وسلم - كمضيِّ كافرٍ إلى كنيسةٍ، أو معَ عدمِ القدرةِ [على إنكار ذلك الفعل أو القول كما] (٧) كانَ يشاهدهُ منْ كفارِ مكةَ منْ عبادةِ الأوثانِ، وأذاهُم للمسلمينَ، ولم ينكرهُ، كانَ ذلكَ تقريرًا دالًا على جوازهِ، فإنِ استبشرَ بهِ فأوضحَ كما في هذهِ القصةِ فإنهُ استبشرَ بكلامِ مجزَّزٍ في (٨) إثباتِ نسبِ أسامةَ [إلى زيدٍ] (٩)، فدلَّ ذلكَ على تقريرِ كونِ القيافةِ طريقًا إلى معرفةِ الأنسابِ. [واستدل للعمل بها] (١٠) بما رواهُ (١١) مالكٌ عنْ سليمانَ بن يسارٍ "أن عمرَ بنَ الخطاب كانَ يليطُ أولادَ الجاهليةِ بمنِ ادَّعاهُم في الإسلامِ، فأَتَى [ذات يوم رجلان إليه] (١٢) كلاهُما يدَّعي


(١) في (أ): "العمل بالقيافة واعتبارها".
(٢) في (أ): "بهاشبه".
(٣) زيادة من (أ).
(٤) زيادة من (أ).
(٥) زيادة من (أ).
(٦) زيادة من (أ).
(٧) في (ب): "كالذي".
(٨) أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (٦٧٧٠)، ومسلم رقم (١٤٥٩). وقد تقدم تخريجه كاملًا برقم (١٠/ ١٣٣٦).
(٩) في (أ): "من أبيه".
(١٠) زيادة من (أ).
(١١) أخرجه مالك في "الموطأ" (٢/ ٧٤٠ رقم ٢٢)، وعبد الرزاق في "مصنفه" (٧/ ٣٦٠، ٣٦١)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (١٠/ ٢٦٣). وذكره ابن عبد البر في "الاستذكار" (٢٢/ ١٨١ رقم ١٤١٨).
(١٢) في (أ): "رجلان إلى عمر - رضي الله عنه - ".