للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الميم وفتحِ الصادِ المهملةِ، وكسرِ الراءِ المشدَّدةِ وفاءٍ. وطلحةُ أحد الأعلامِ الأثباتِ من التابعينَ، ماتَ سنةَ اثنتي عشرةَ ومائةٍ، (عنْ أبيهِ) مصرِّفٍ، (عنْ جدِّهِ) كعبِ بن عمرو الهمداني، ومنهم منْ يقولُ: ابنُ عُمرَ بضمِ العينِ المهملةِ. قالَ ابنُ عبد البرِّ: والأشهرُ ابنُ عَمرٍو لهُ صحبةٌ، ومنهم منْ ينكرُهَا، ولا وجه لإنكارِ من أنكر ذلكَ.

ثمَّ ذكرَ هذا الحديثَ: (قالَ: رَأيتُ رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يفصلُ بين المَضمضةِ والاستنشاقِ. أخرجه أبو داودَ بإسنادٍ ضعيفٍ)؛ لأنهُ منْ روايةِ ليثِ بن أبي سليمٍ وهو ضعيفٌ. قالَ النوويُّ (١): اتفق العلماء على ضعفهِ؛ ولأنَّ مصرِّفًا والدَ طلحةَ مجهولَ الحال. قالَ أبو داودَ: وسمعتُ أحمدَ يقولُ: ابنُ عيينةَ زعموا أنهُ كانَ ينكرهُ يقولُ: إيشْ هذا طلحةُ بنُ مصرِّفٍ عنْ أبيهِ عنْ جدِّهِ؟

والحديثُ دليلٌ على الفصل بين المضمضة والاستنشاقِ، بأنْ يؤخذَ لكلِّ واحدٍ ماءٌ جديدٌ. وقدْ دلَّ لهُ - أيضًا - حديثُ عليٍّ - عليه السلام - وعثمانَ أنهما أفردَا المضمضة والاستنشاقَ ثمَّ قالا: هكذا رأينا رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - توضأَ. أخرجه أبو عليٍّ ابنُ السكنِ في صحاحهِ (٢). وذهبَ إلى هذا جماعةٌ.

وذهبتِ الهادويةُ إلى أن السنةَ الجمعُ بينَهما بغَرفةٍ؛ لما أخرجهُ ابنُ ماجه (٣) منْ حديثِ عليّ - عليه السلام -: (أنه تمضمضَ فاستنشقَ ثلاثًا من كفٍّ واحدةٍ)، وأخرجهُ أبو داودَ (٤).

والجمع بينهما وردَ منْ حديث عليٍّ منْ ستّ طرقٍ (٥)، [وتأتي إحدَاها


(١) في (تهذيب الأسماء واللغات) (٢/ ٧٤ - ٧٥) رقم (٩٨).
(٢) كما في "التلخيص" (١/ ٧٩).
(٣) في (السنن) (١/ ١٤٢) رقم (٤٠٤)، وهو حديث صحيح.
(٤) في (السنن) (١/ ٨١) رقم (١١١)، وهو حديث صحيح.
(٥) (الأولى): عن أبي حَيَّةَ - بن قيس الوادعي الهمداني وهو ثقة - قال: (رأيتُ عَليًّا توضَأ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ حتَّى أَنْقَاهُمَا، ثمَّ مضمضَ ثلاثًا واستنشقَ ثلاثًا، وغَسَلَ وَجَهْهُ ثلاثًا، وذراعيْهِ ثلاثًا، ومسحَ رأسهُ مَرَّةً، ثمَّ غَسَلَ قَدَمَيْهِ إلى الكعبين … )، أخرجه الترمذيُّ (١/ ٦٧) رقم (٤٨) واللفظ له. وأخرجه أبو داود (١/ ٨٣ - ٨٤) رقم (١١٦) مختصرًا. وهو حديث صحيح. =