للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

متقدِّمٌ على تغيُّرِ ظاهرِه، فإنَّ تغيُّرَ الظاهرِ ثمرةُ تغيُّرِ الباطنِ، فيظهرُ علَى اللسانِ الفحشُ والشتْمُ، ويظهرُ في الأفعالِ بالضربِ والقتلِ وغيرِ ذلكَ منَ المفاسدِ.

وقدْ وردَ في الأحاديثِ دواءُ هذا الداءِ. فأخرجَ ابنُ عساكرَ (١) موقُوفًا: "الغضبُ منَ الشيطانِ، والشيطانُ خُلِقَ منَ النارِ، والماءُ يطفىُء النارَ، فإذا غضبَ أحدُكم فليغتسلْ"، وفي روايةٍ (٢): "فليتوضأ". وأخرجَ ابنُ أبي الدنيا (٣) مرفوعًا: إذا غضبَ أحدُكم فقالَ: أعوذُ باللَّهِ من الشيطان سكنَ غضبُه. وأخرجَ أحمدُ (٤): مرفوعًا: " [إذا غضبَ أحدُكم فليسكتْ". وأخرجَ أحمدُ (٥)، وأبو داودَ (٦)، وابنُ حبانَ (٧)] (٨): "إذا غضبَ أحدُكم فليجلسْ، فإذا ذهبَ عنه الغضبُ وإلَّا فليضطجِعْ". وأخرجَ أبو الشيخِ (٩) مرفوعًا: "الغضبُ منَ الشيطانِ، فإذا وجده أحدُكم قائمًا فليجلسْ، وإن وجدَه جالِسًا فليضطجعْ". والنَّهيُ [في الغضبِ] (١٠) متوجهٌ إلى الغضبِ [في] (١١) غيرِ الحقِّ. وقدْ بوَّبَ البخاريُّ (١٢): (بابُ ما يجوزُ


(١) عزاه إليه ابن حجر الهيتمي في "الزواجر" (١/ ٥٢).
(٢) قلت: وأخرجه أحمد (٤/ ٢٢٦)، وأبو داود (٤٧٨٤). وهو حديث حسن.
عند أبي داود في "السنن" رقم (٤٧٨٤).
(٣) في "العفو وذم الغضب" بإسناد صحيح. قاله العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" (٣/ ١٧٥).
(٤) في "المسند" رقم (٢٥٥٦) و (٢١٣٦) و (٣٤٤٨)، من حديث ابن عباس وإسناده صحيح، قاله أبو الأشبال.
قلت: وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ١٣١). وقال: رواه أحمد والبزار وفيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف.
(٥) في "المسند" (٥/ ١٥٢).
(٦) في "السنن" رقم (٤٧٨٣).
(٧) في "الإحسان" رقم (٥٦٨٨)!! وقال: حديث صحيح. رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن فيه انقطاعًا، لأن أبا حرب بن أبي الأسود لا يعرف له سماع من أبي ذر. قال في "التهذيب" (١٢/ ٦٩): أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي البصري روى عن أبيه وأبي ذر والصحيح عن أبيه لكن وصله أحمد (٥/ ١٥٢)، عن أبي معاوية عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبي الأسود عن أبي ذر. وهذا سند صحيح على شرط مسلم.
(٨) زيادة من (ب).
(٩) عزاه إليه الهيتمي في "الزواجر" (١/ ٥٢).
(١٠) زيادة من (أ).
(١١) في (أ): "على".
(١٢) في "صحيحه" (١٠/ ٥١٦ رقم ٧٥).