للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الهادويةِ والإماميةِ والخوارجِ القولُ بعدمِ جوازِهِ، واستدلُّوا بقولِهِ تعالى: {وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} (١)، قالوا: فعيَّنتِ الآيةُ مباشرةَ الرجلينِ بالماءِ، واستدلُّوا - أيضًا - بما سلفَ في بابِ الوضوءِ منْ أحاديثِ التعليمِ، وكلُّها عيَّنتْ غَسْلَ الرجلينِ.

قالوا: والأحاديثُ التي ذكرتُم في المسحِ منسوخةٌ بآيةِ المائدةِ، والدليلُ على النسخِ قولُ عليٍّ - عليه السلام -: سبقَ الكتابُ الخُفينِ (٢)، وقولُ ابن عباسٍ: ما مسحَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بعد المائدةِ (٣).

وأُجِيْبَ (أوَّلًا): بأنَّ آيةَ الوضوءِ نزلتْ في غزوة المُرَيْسيعِ (٤)، ومسحهُ - صلى الله عليه وسلم - في


= كَعْب بن عَجْرَة، مَالك بن ربيعة، مالك بن سعد، مسلم والد عوسجة، معقل بن يسار، المغيرَةُ بنُ شُعْبَةَ، ميمونة أم المؤمنين، يسار بن سويد الجهني، يعلى بن مرة، أبو أمامة سهل بن حنيف، أبو أيوب الأنصاري، أبو بكر الصديق، أَبُو بَكْرَةَ نفيع بن الحارث، أبو بردة، أبو برزة، أبو ذر، أبو زيد، أبو سعيد الخدري، أبو طلحة، أبو موسى الأشعري، أبو هريرة، أم سعد الأنصارية …
وقد قمت بتخريج أحاديثهم في كتابي "إرشاد الأمة إلى فقه الكتاب والسنة" جزء الطهارة. فانظره إن شئت.
(١) سورة المائدة: الآية ٦.
(٢) أورده البيهقي في "السنن الكبرى" (١/ ٢٧٢) وقال عقبه: "ولم يرو ذلك عنه بإسنادٍ موصول يثبت مثله".
قلت: وقد روى الإمام المهدي في "البحر" (١/ ٧٠) عن علي - رضي الله عنه - القول بمسح الخفين.
(٣) لأنه لم يثبت له مسح النبي - صلى الله عليه وسلم - على الخفين بعد نزول المائدة فلما ثبت رجع إليه.
ذكره البيهقي في "السنن الكبرى" (١/ ٢٧٢).
وقال النووي في "المجموع" (١/ ٤٧٨): "وأما ما روي عن علي وابن عباس وعائشة من كراهة المسح فليس بثابت بل ثبت في "صحيح مسلم" (١/ ٢٣٢ رقم ٢٧٦) - وغيره - كأحمد في "المسند" (١/ ٩٦) عن علي - رضي الله عنه - أنه روى المسح على الخفين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - … ".
قلت: أما عائشة، فقد ثبت عنها في "صحيح مسلم" (١/ ٢٣٢ رقم ٢٧٦) أنها أحالت بعلم ذلك إلى علي - رضي الله عنه - وعلي أخبر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بالرخصة فيه.
(٤) المُرَيسيع: ماء لبني المُصْطَلِق يقالُ له: المُرَيسيع، من ناحية قُدَيد إلى الساحل. لقيهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه واقتتلوا، فهزَم الله بني المصطلقِ. وكانت هذه الغزوة في شعبان سنة ست. "السيرة النبوية" لابن هشام (٣/ ٤٠١).