للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(وَعَنْ أَبي الدَّرْدَاءِ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: مَنْ رَدّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ بِالْغَيْبِ رَدَّ اللَّه عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيًّ، وَحَسّنَهُ).

١١/ ١٤٤٤ - وَلأَحْمَدَ (١) مِنْ حَدِيثِ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ نحوُهُ. [صحيح]

(وَلأَحْمَدَ مِنْ حَدِيثِ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ [نَحْوَهُ]) (٢). في الحديثينِ دليلٌ على فضيلةِ الردِّ على منِ اغتابَ أخاهُ عندَه، وهوَ واجبٌ لأنهُ منْ بابِ الإنكارِ للمنكرِ، ولِذَا وردَ الوعيدُ على تركِهِ كما أخرجَه أبو داود (٣)، وابنُ أبي الدنيا (٤): "ما منْ مسلمٍ يخذلُ مسلِمًا في موضعٍ ينتهك فيهِ حرمتُه، ويُنْتَقَصُ منْ عِرْضِهِ إلا خذلَه اللهُ في موطنٍ يحبُّ فيهِ نُصْرَتَهُ، وما من مسلم ينصر امرءًا مسلمًا في موضع ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته". وأخرجَ أبو الشيخِ: "مَنْ رَدّ عنْ عرضِ أخيهِ ردَّ اللهُ [عنهُ] (٥) النارَ يومَ القيامةِ"، وتلا رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} (٦). وأخرجَ أبو داودَ (٧) وأبو الشيخ [أيضًا] (٨): "مَنْ حمَى [عن] (٩) عِرْضَ أخيهِ في الدنيا بعثَ اللهُ لهُ ملَكًا يومَ القيامةِ يحميهِ منَ النارِ". وأخرجَ الأصبهانيُّ (١٠): "منِ اغْتِيبَ عندَه أخوهُ فاستطاعَ نصرتَه فنصرَهُ، نصرَهُ اللَّهُ في الدُّنيا والآخرةِ، وإنْ لم ينصرْهُ أذلَّهُ اللهُ في


(١) في "المسند" (٦/ ٤٤٩، ٤٥٠).
وهو حديث صحيح. انظر الكلام عليه بتفصيل طيب في "غاية المرام" رقم (٤٣١) للمحدث الألباني.
(٢) في (أ): "مثله".
(٣) في "السنن" رقم (٤٨٨٤).
(٤) في "الغيبة والنميمة" رقم (١٠٤)، وفي "الصمت" رقم (٢٤٣).
قلت: وأخرجه أحمد (٤/ ٣٠)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٨/ ١٦٧ - ١٦٨) وهو حديث حسن بشواهده.
(٥) في (أ): "عليه".
(٦) سورة الروم: الآية ٤٧.
(٧) في "السنن" رقم (٤٨٨٣).
(٨) زيادة من (ب).
(٩) زيادة من (أ).
(١٠) في "ترغيبه" رقم (٢٢٠٧) وفيه إياس بن أبي عباس متروك.
قلت: وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (١٣/ ١٠٧)، وابن أبي الدنيا في "الغيبة" رقم (١٠٦) وذكره ابن حجر في "المطالب العالية" (٢٧٠٦) وعزاه للحارث وأبي يعلى. وهو حديث ضعيف جدًا، والله أعلم.