للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ربَّما زادتْه، ودليلُه قولُه تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} (١)، وهوَ مجرَّبٌ محسوسٌ، وفي قولِه: "وما زادَ اللهُ عبدًا بعفوٍ إلا عزًا"، حثٌّ على العفوِ عنِ المسيءِ، وعدم مجازاتهِ على إساءتِه وإنْ كانتْ جائزةً، قالَ تعالَى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} (٢). وفيهِ أنهُ يجعلُ اللَّهُ تعالى للعافي عِزًا وعظمةً في القلوبِ لأنَّه [بالانتصافِ] (٣) يظنُّ أنهُ يُعَظِّمُ ويصانُ جانبُه، ويهابُ ويظنُّ أنَّ الإغضاءَ والعفوَ لا يحصلُ بهِ ذلكَ فأخبرَ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بأنهُ [يزدادُ] (٤) بالعفو عزًّا. وفي قولهِ: "وما تواضعَ أحدٌ للَّهِ"، أي لأجلِ ما أعدَّه اللَّهُ للمتواضعينَ، "إلًّا رفعهُ اللَّهُ" دليلٌ على أنَّ التواضعَ سببٌ للرفعةِ في الدارينِ لإطلاقِه. وفي الحديثِ حثٌّ على الصدقةِ، وعلى العفوِ، وعلى التواضعِ، وهذهِ منْ أمهاتِ مكارمِ الأخلاقِ.

١٣/ ١٤٤٦ - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السّلَامَ، وَصِلُوا الأرْحَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ"، أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ (٥) وَصَحّحَهُ. [صحيح]

(وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ، وَصِلُوا الأرْحَامَ، وَأَطْعِمُوا الطِّعَامَ، وَصلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَصَحَّحَهُ). الإفشاءُ لغةً الإظهارُ، والمرادُ نشرُ السلامِ علَى مَنْ [يعرفُه] (٦) وعلى منْ لا [يعرفُه] (٦). وأخرجَ الشيخانِ (٧) منْ حديثِ عبدِ اللهِ بن عمرَ أنَّ رجلًا سألَ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-: أيُّ الإسلامِ خيرٌ؟ قالَ: "تُطْعِمُ الطعامَ، وتقرأُ السلامَ على مَنْ عرفْتَ ومَنْ لمْ تعرفْ". ولا بدَّ في السلام أنْ يكونَ بلفظٍ مسمعٍ لمنْ [يردُّ] (٨) عليهِ، وقدْ أخرجَ البخاريُّ في الأدبِ المفردِ (٩) بسندٍ صحيحٍ عنِ ابنِ


(١) سورة سبأ: الآية ٣٩.
(٢) سورة الشورى: الآية ٤٠.
(٣) في (أ): "بالاتصاف".
(٤) يراد.
(٥) أخرجه الترمذي رقم (٢٤٨٥) وقال: صحيح، وهو كما قال.
(٦) في (أ): "تعرفه".
(٧) أخرجه البخاري رقم (١٢)، ومسلم (٣٩).
قلت: وأخرجه النسائي (٨/ ١٠٧).
(٨) في (أ): ترد.
(٩) رقم (١٠٠٥) (ث ٢٣٥).