(٢) في "صحيحه" (٢/ ٥٨٨ رقم ٢٧). قلت: وأخرج البخاري (٢/ ٣٨٥ رقم ٩٠٢)، ومسلم (٢/ ٥٨١ رقم ٨٤٧) عن عائشة؛ أنها قالت: كان الناس ينتابون الجمعةَ من منازلهم من العوالي، فيأتونَ في العباءِ، ويصيبهم الغبارُ، فتخرج منهم الريحُ. فأتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - إنسانٌ منهم وهو عندي، فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو أنكم تَطَهَّرتم ليومِكم هذا". وأخرج مسلم (٢/ ٥٨٠ رقم ٤/ ٨٤٥) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: بينما عمر بن الخطاب يخطبُ الناسَ يوم الجمعة، إذ دخل عثمانُ بنُ عفان، فعرَّض به عُمَرُ فقال: ما بالُ رجالٍ يتأخَّرون بعد النداءِ؟ فقال عثمان: يا أمير المؤمنين، ما زِدْتُ حين سمعتُ النداء أن توضأتُ، ثم أقبلتُ، فقال عمرُ: والوضوءَ أيضًا؟! ألم تسمعوا رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "إذا جاء أحدُكم إلى الجمعة فليغتسل". وموضع الدلالة في الحديث أن عمر وعثمان ومن حضر الجمعة وهم الجمُّ الغفير أقرُّوا عثمان على ترك الغسل ولم يأمروه بالرجوع له، ولو كان واجبًا لم يتركه ولم يتركوا أمره بالرجوع له. قاله النووي في "المجموع" (٤/ ٥٣٥). (٣) في (أ): الغسل يوم. (٤) أي: "زاد المعاد في هدي خير العباد" (١/ ٣٧٦).