للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حضرًا وسفرًا، ماتَ سنةَ ثلاثٍ وستينَ منَ الهجرةِ، وكنيتهُ أبو فِراسٍ بكسرِ الفاءِ، فراءٍ آخِرَهُ سينٌ مهملةٌ.

(قال: قال لِي رسول الله صلى الله عليه وسلم: سَلْ، فقلتُ: أسألُكَ مُرافَقَتَكَ في الجنةِ، فقالَ: أوَ غيرَ ذلكَ؟.

[قلت:] (١) هو ذاكَ، قالَ: فأعنِّي على نفسِكَ) أي: على نيلِ مرادِ نفسِك (بكثرةِ السجودِ. رواه مسلمٌ).

حمل المصنفُ السجودَ على الصلاةِ نفلًا، فجعلَ الحديثَ دليلًا على التطوعِ، وكأنهُ صرفَهُ عن الحقيقةِ كونُ السجودِ بغيرِ صلاةٍ غيرَ مرغَّبٍ فيهِ على انفرادهِ، والسجودُ وإنْ كانَ يصدقُ على الفرضِ، لكنَّ الإتيانَ بالفرائضِ لا بدَّ منهُ لكلّ مسلمٍ، وإنَّما أرشدَهُ - صلى الله عليه وسلم - إلى شيءٍ يختصُّ بهِ ينالُ به ما طلبَهُ. وفيه دلالةٌ على كمالِ إيمانِ المذكورِ وسموِّ همَّتهِ إلى أشرفِ المطالبِ وأغلى المراتبِ، [وعزفِ] (٢) نفسهِ عن الدنيا وشهواتِها. ودلالةٌ على أن الصلاةَ أفضلُ الأعمالِ في حقِّ مَنْ كانَ مثلَهُ، فإنهُ لمْ يُرْشِدْهُ - صلى الله عليه وسلم - إلى نيلِ ما طلبهُ إلّا بكثرةِ الصلاةِ، معَ أن مطلوبهُ أشرفُ المطالبِ.

٢/ ٣٣٤ - وعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ: حَفِظْتُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عشْرَ رَكَعَاتٍ: رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ فِي بَيْتِهِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ فِي بَيْتِهِ، وَرَكْعَتَيْنِ قبْلَ الصُّبْحِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [صحيح]

وفي رِوَايَةٍ لَهُمَا: وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْجُمْعَةِ فِي بَيْتِهِ (٣).

- وَلمُسْلِمٍ (٤): كَانَ إِذَا طَلَعَ الفَجْرُ لَا يُصَلِّي إِلَّا رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ. [صحيح]

(وعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ: حَفِظتُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عشرَ ركعاتٍ) هذا إجمالٌ


(١) في (أ): "فقلت".
(٢) في (أ): "وعزوب".
(٣) أخرجه البخاري (٩٣٧ و ١١٦٥ و ١١٧٢ و ١١٨٠)، ومسلم (١٠٤/ ٧٢٩).
قلت: وأخرجه أبو داود (١٢٥٢)، والنسائي (٨٧٣)، والترمذي (٤٣٣، ٤٣٤)، ومالك في "الموطأ" (١/ ١٦٦ رقم ٦٩)، والبغوي في "شرح السنة" (٣/ ٤٤٤ - ٤٤٥ رقم ٨٦٧، ٨٦٨).
(٤) في "صحيحه" (١/ ٥٠٠ رقم ٨٨/ ٧٢٣).