للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

على إحدى عَشْرةَ ركعةً)، ثمَّ فصَّلتْها بقولها: (يصلِّي أربعًا) يحتملُ أنَّها متَّصلاتٌ، وهوَ الظاهرُ، ويحتملُ أنها [مفصَّلاتٌ] (١) وهوَ بعيدٌ، إلَّا أنهُ يوافقُ حديثَ: "صلاةُ الليلِ مَثْنى مَثْنى". (فَلا تَسألْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ) نهتْ عن سؤالِ ذلكَ إمَّا [أنهُ] (٢) لا يقدرُ المخاطبُ على مثلهِ فأيُّ حاجةٍ لهُ في السؤالِ، أو لأنهُ قد علمَ حسنهنَّ وطولهنَّ لشهرتهِ فلا يسألُ عنهُ، أو لأنَّها لا تقدرُ تصفُ ذلكَ، (ثمَّ يصلِّي أربعًا فلا تسألْ عن حسنهنَّ وطولهنَّ، ثمَّ يصلِّي ثلاثًا، قالتْ [عائشة] (٣): فقلت: يا رسولَ اللَّهِ، أتنامُ قبلَ أنْ تُوتِرَ) كأنهُ كانَ ينامُ بعدَ الأربعِ، ثمَّ يقومُ فيصلِّي الثلاثَ، وكأنهُ كانَ قد تقرّرَ عندَ عائشةَ أن النومَ ناقضٌ للوضوءِ، فسألتْهُ فأجابَها بقولهِ: (قال: يا عائشة إنَّ عَيْنَيَّ تَنَامانِ ولا ينامُ قلبي)، دلَّ على أن الناقضَ نومُ القلبِ وهوَ حاصلٌ معَ كلِّ مَنْ نامَ مستغرقًا، فيكونُ منَ الخصائص أن النومَ لا ينقضُ وضوءَهُ - صلى الله عليه وسلم -، وقد صرَّحَ المصنفُ بذلكَ في التلخيصِ (٤). واستدلَّ بهذا الحديثِ وبحديثِ ابن عباسٍ (٥): "أنهُ - صلى الله عليه وسلم - نامَ حتَّى نفخَ، ثمَّ قامَ فصلَّى ولم يتوضأ"، وفي البخاريِّ (٦): "إنَّ الأنبياءَ تنامُ أعينهُم ولا تنامُ قلوبُهم"، (متفقٌ عليه). اعلمْ [أنهُ] (٧) قدِ اختلفتِ الرواياتُ عن عائشةَ في كيفيةِ صلاتهِ - صلى الله عليه وسلم - في الليل وعددِها، فقد رُويَ عنها سبعٌ وتسعٌ (٨)، وإحدى عشرةَ (٩)، سوَى ركعتي الفجرِ، ومنها [هذه] (١٠)


(١) في (ب): "منفصلات".
(٢) في (أ): "لأنَّه".
(٣) زيادة من (أ).
(٤) وكذلك في "فتح الباري" عند كلامه على حديث عمران بن الحصين في صاحبة المزادتين من "كتاب التيمّم" (١/ ٤٥٠ - ٤٥١).
(٥) أخرجه البخاري (٦٣١٦)، ومسلم (٧٦٣).
(٦) في "صحيحه" (٦/ ٥٧٩ رقم ٣٥٧٠)، ومسلم (١٦٢/ ٢٦٢) من حديث أنس بن مالك.
(٧) في (أ): "أنها".
(٨) في حديث طويل أخرجه مسلم (١٣٩/ ٧٤٦)، وأبو داود (١٣٤٢)، والنسائي (٣/ ٢٤٠، ٢٤١)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٣/ ٣٠)، وغيرهم من حديث عائشة رضي الله عنها.
(٩) أخرجه مالك في "الموطأ" (١/ ١٢٠ رقم ٨)، والشافعي في "ترتيب المسند" (١/ ١٩١ رقم ٥٣٩)، وأحمد في "المسند" (٦/ ٣٥)، ومسلم (١٢١/ ٧٣٦)، وأبو داود (١٣٣٥)، والنسائي (٣/ ٢٣٤)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (١/ ٢٨٣) وغيرهم من حديث عائشة رضي الله عنها.
(١٠) في (أ): "هنا".