للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

للجمعةِ بعدَ النداءِ لها، والنداءُ لا بدَّ لهُ من منادٍ فكانُوا ثلاثةً معَ الإمامِ، ولا دليلَ على اشتراطِ ما زادَ على ذلكَ، واعتُرِضَ بأنهُ لا يلزمُ من خطابِ الجماعةِ فعلُهم [لها] (١) مجتمعينَ، وقد صرحَ في البحرِ (٢) بهذا، واعترضَ بهِ أهلَ المذهب لما استدلُّوا بهِ للمذهبِ، ونقضَهُ بقولِهِ تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} (٣) {وَجَاهِدُوا} (٤)، فإنهُ لا يلزمُ إيتاءُ الزكاةِ في جماعةٍ.

قلت: والحقُّ أن شرطيةَ أي شيءٍ في أيِّ عبادةٍ لا يكونُ إلَّا عن دليلٍ، ولا دليلَ هنَا على تعيينِ عددٍ لا منَ الكتابِ ولا منَ السنّةِ، وإذْ قد علمَ أنَّها لا تكونُ صلاتُها إلَّا جماعة كما [قدْ] (٥) وردَ بذلكَ حديثُ أَبي موسى عندَ ابن ماجَهْ (٦)، وابنِ عديٍّ (٧)، وحديثُ أَبي أمامةَ عندَ أحمدَ (٨)، والطبراني (٩)، والاثنانِ أقلُّ ما تتمُّ به الجماعةُ لحديثِ: "الاثنانِ جماعةٌ" (١٠)، فتتمُّ بهم في الأظهرِ.


(١) في (أ): "له".
(٢) في "البحر الزخار الجامع لمذهب علماء الأمصار" (٢/ ١١ - ١٢).
(٣) سورة البقرة: الآية ٤٣.
(٤) سورة الحج: الآية ٧٨.
(٥) زيادة من (ب).
(٦) في "السنن" (١/ ٣١٢ رقم ٩٧٢).
وقال البوصيري في "مصباح الزجاجَة" (١/ ٣٣١ رقم ٣٥٢/ ٩٧٢): "هذا إسناد ضعيف لضعف الربيع ووالده بدر بن عمرو … " اهـ. وتعقبه الألباني في "الإرواء" (٢/ ٢٤٨ رقم ٤٨٩) بقوله: "بدر لم يضعفه أحد، وإنما علّته أنه لا يعرف، قال الذهبي: "لا يدرى حاله، فيه جهالة"، وقال الحافظ ابن حجر: "مجهول". قلت: ومثله عمرو بن جهاد جد الربيع، فالإسناد واهٍ جدًّا" اهـ.
(٧) في "الكامل" (٣/ ٩٨٩).
قلت: وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (٣/ ٦٩)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (٨/ ٤١٥) و (١١/ ٤٥ - ٤٦)، والدارقطني في "السنن" (١/ ٢٨٠ رقم ١). والخلاصة: فالحديث ضعيف.
(٨) في "المسند" (٥/ ٢٥٤، ٢٦٩).
وفيه: عبيد الله بن زحر، وعلي بن يزيد الألهاني ضعيفان.
(٩) كما في "مجمع الزوائد" (٢/ ٤٥) وقال الهيثمي: "رواه أحمد والطبراني وله طرق كلها ضعيفة" اهـ.
والخلاصة: فالحديث ضعيف.
(١٠) انظر تخريجه فيما تقدم آنفًا.