للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

واعلمْ أنهُ ذكرَ المصنفُ في هذا الكتابِ خمسَ كيفياتِ لصلاةِ الخوفِ. وفي سننِ أَبي داودَ ثماني كيفيّات منها هذه الخمسُ، وزادَ ثلاثا. وقالَ المصنفُ في فتح الباري (١): قد رُوِيَ في صلاةِ الخوفِ كيفياتٌ كثيرةٌ، ورجَّحَ ابنُ عبدِ البرِّ الكيفيةَ الواردةَ في حديثِ ابن عمرَ لقوةِ الإسنادِ، وموافقةِ الأصولِ في أن المؤتمَّ لا يتمَّ صلاتَهُ قبل الإمامَ.

وقالَ ابنُ حزمٍ (٢): صحَّ منها أربعةَ عشرَ وجهًا، وقالَ ابنُ العربي (٣): فيها رواياتٌ كثيرةٌ أصحُّها ستَّ عشرةَ روايةً مختلفةً، وقال النوويُّ نحوَه في شرحِ مسلمٍ (٤)، ولم يبيّنْها. قالَ الحافظِ (٥): وقد بيَّنها شيخُنا الحافظُ أَبو الفضلِ في شرحِ الترمذيِّ، وزادَ وَجْهًا، فصارتْ [سبع عشرةَ] (٦)، ولكنْ يمكنُ أن [تتداخلَ] (٧)، وقالَ في الهدي النبويّ (٨): صلَّاها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عشر مراتٍ، وقال ابنُ العربي (٩): صلَّاها أربعًا وعشرينَ مرةً، وقالَ الخطابيُّ (١٠): صلَّاها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في أيام مختلفة بأشكالٍ متباينةٍ يتحرَّى ما هوَ الأحوطُ للصلاةِ، والأبلغُ في الحراسةِ، فهيَ على اختلاف صورتِها متّفقةُ المعنَى، انتهى.

١٠/ ٤٥٢ - وَعَنْهُ مَرْفُوعًا: "لَيْسَ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ سَهْوٌ"، أَخْرَجَهُ الْدَّارَقُطْنِيُّ (١١) بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ. [ضعيف]

(وعنهُ) أي: ابن عمرَ (مرفوعًا: ليسَ في صلاةِ الخوفِ سهوٌ. أخرجه


(١) (٢/ ٤٣١).
(٢) في "المحلَّى" (٥/ ٣٣).
(٣) في "العارضة" (٣/ ٤٥).
(٤) (٦/ ١٢٦).
(٥) في "الفتح" (٢/ ٤٣١).
(٦) في (أ): "سبعة عشر".
(٧) في (ب): "تداخل".
(٨) (١/ ٥٣٢).
(٩) كما في "الفتح" (٢/ ٤٣١).
(١٠) في هامش "سنن أبي داود" (٢/ ٢٨).
(١١) في "السنن" (٢/ ٥٨ رقم ١)، وقال الدارقطني: تفرّد به عبد الحميد بن السري وهو ضعيف.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (١٠/ ٨٨ رقم ٩٩٨٦) من حديث عبد الله بن مسعود.
وأورده الهيثمي في "المجمع" (٢/ ١٥٤) وقال: وفيه الوليد بن الفضل ضعّفه ابن حبان والدارقطني.