للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أنتَ الغنيُّ، ونحنُ الفقراءُ، أنزلْ علينا الغَيْثَ واجعلْ ما أنزلتَ [علينا] (١) قوةً وبلاغًا إلى حينَ. ثمَّ رفعَ يديهِ فلم يزلْ) في سننِ أبي داودَ: "في الرفعِ" (حتَّى [رُئي] (٢) بياضُ إبطيهِ، ثمَّ حوَّلَ إلى الناسِ ظهرَهُ)، فاستقبلَ القبلةَ، (وقلبَ) في سنن أبي داودَ: وحوَّل (رداءَه وهوَ رافعٌ يديهِ، ثمَّ أقبلَ على الناسِ) توجَّهَ إليهم بعدَ تحويلِ ظهرهِ عنهم، (ونزلَ) أي: عن المنبرِ (فصلَّى ركعتينِ، فأنشأ اللَّهُ سحابة، فرعدتْ وبرقتْ، ثمَّ أمطرتْ) تمامُهُ [منْ] (٣) سننِ أبي داودَ: بإذنِ اللَّهِ، فلمْ يأتِ بابَ مسجدهِ حتَّى سالتِ السيولُ، فلمَّا رأى سرعتهم إلى الكنِّ ضحكَ حتَّى بدتْ نواجذُه وقالَ: "أشهدُ أن اللَّهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، وأني عبدُ اللَّهِ ورسولُهُ".

(رواهُ أبو داودَ، وقالَ: غريبٌ وإسنادُهُ جيدٌ) هو من تمامِ قول أبي داودَ، ثمَّ قال أبو داودَ: "أهلُ المدينةِ يقرأونَ: ملِكِ يومِ الدينِ، وإنَّ هذا الحديثَ حجةٌ لهم".

وفي قولهِ: "وعدَ الناسَ" ما يدلُّ على أنهُ يحسنُ تقديمُ تبيينِ اليومِ للناسِ ليتأهّبُوا ويتخلَّصُوا منَ المظالمِ ونحوِها، ويقدِّمُوا التوبةَ، وهذهِ الأمورُ واجبةٌ مطلقًا إلَّا أنهُ معَ حصولِ الشدةِ وطلبِ تفريجِها من اللَّهِ تعالى يتضيّقُ ذلكَ. وقد وردَ في الإسرائيلياتِ (٤): "إنَّ اللَّهَ حَرَم قومًا [من بني إسرائيل] (٥) السُّقْيا بعدَ خروجِهم لأنهُ كان فيهمْ عاصٍ واحدٍ"، ولفظُ الناسِ يعمُّ المسلمينَ وغيرهم، قيل: فيشرعُ إخراجُ أهلِ الذمَّةِ ويعتزلونَ المصلَّى.


(١) زيادة من (ب).
(٢) في (أ): "رأوا".
(٣) في (ب): "في".
(٤) الإسرائيلية: هي كل قصة أو حادثة تروى عن مصدر إسرائيلي، والنسبة فيها إلى إسرائيل، وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، أبو الأسباط الاثني عشر …
ولفظ الإسرائيليات - وإن كان يدل بظاهره على القَصص الذي يروى أصلًا عن مصادر يهودية - يستعمله علماء التفسير والحديث، ويطلقونه على ما هو أوسع وأشمل من القصص اليهودية، فهو في اصطلاحهم يدلّ على كل ما تطرَّق إلى التفسير والحديث من أساطير قديمة منسوبة في أصل روايتها إلى مصدر يهودي أو نصراني أو غيرهما، … انظر: "التعليقة" رقم (١) (ص ٢٤ - ٢٥) من تحقيقنا لحديث: "ما ذئبان جائعان".
(٥) زيادة من (ب).