للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(وعن عائشةَ - رضي الله عنها - أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ إذا رأى المطرَ قالَ: "اللَّهمَّ صيِّبًا نافعًا. أخرجاهُ) أي: الشيخانِ، وهذا خلافُ عادةِ المصنّفِ، فإنهُ يقولُ فيما أخرجاهُ: متفقٌ عليهِ، والصيِّبُ: مِنْ صابَ المطرُ: إذا وقعَ، ونافعًا: صفةٌ مقيدةٌ احترازًا عن الصيِّبِ الضارِّ.

٩/ ٤٨٧ - وَعَنْ سَعْدٍ - رضي الله عنه - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - دَعَا فِي الاسْتِسْقَاءِ: "اللَّهُمَّ جَلِّلْنَا سَحَابًا، كثِيفًا، قَصِيفًا، دَلُوقًا، ضَحُوكًا، تُمْطِرُنَا مِنْهُ رُذَاذًا، قِطْقِطًا، سَجْلًا، يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ"، رَوَاهُ أَبُو عَوَانَةَ فِي صَحِيحِهِ (١). [ضعيف]

(وعن سعدٍ - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - دعا في الاستسقاء: "اللَّهمّ جَلِّلْنا) بالجيمِ: مِنَ التجليلِ، والمرادُ تعميمُ الأرضِ (سحابًا كثيفًا) بفتحِ الكافِ، فمثلثةٍ، فمثناةٍ، تحتيةٍ ففاءٍ، أي: متكاثفًا متراكمًا (قصيفًا) بالقافِ المفتوحةِ فصادٍ مهملةٍ، فمثناةٍ تحتيةٍ ففاءٍ، وهوَ ما كانَ رعدُه شديدَ الصوتِ وهوَ من أماراتِ قوةِ المطرِ (دَلوقًا) بفتحِ الدالِ المهملةِ، وضمِّ اللامِ، وسكونِ الواوِ، فقافٍ، يقالُ: خيلٌ دلوقٌ، أي: مندفعةٌ شديدةُ الدفعةِ، ويقالُ: دلقَ السيلُ على القوم: هجمَ، (ضحوكًا) بفتحِ أولهِ بزنةِ فعولٍ، أي: ذاتَ برقٍ (تمطرُنا مئة رُذاذًا) بضمِّ الراءِ، فذالٍ معجمةٍ، فأخرى مثلُها: هو ما كانَ مطرهُ دونَ الطشِّ، (قِطْقِطًا) بكسرِ القافينِ، وسكونِ الطاءِ الأُولى: قال أبو زيدٍ: القطقطُ أصغرُ المطرِ، ثمَّ الرذاذُ وهوَ فوقَ القطقطِ، ثمَّ الطشُّ وهو فوقَ الرذاذِ (سجلًا) مصدرُ سجلتُ الماءُ سجلًا إذا صببتُه صبًّا، وصفَ بهِ السحابُ مبالغةً في كثرةِ ما يصبُّ منها منَ الماءِ، حتَّى كأنَّها نفسُ المصدرِ (يا ذا الجلالِ والإكرام. رواة أبو عوانةَ في صحيحهِ).


= قلت: وأخرجه النسائي (٣/ ١٦٤ رقم ١٥٢٣)، وابن ماجه (٣٨٩٠)، وأحمد (٦/ ٤١)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٣/ ٣٦١)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" رقم (٣٠٤)، وأبو داود (٥٠٩٩).
(١) عزاه إليه الحافظ كما في "التلخيص" (٢/ ٩٩) وقال: "وفيه ألفاظ غريبة كثيرة، أخرجه أبو عوانة بسند واهٍ" اهـ. ثم ذكر الحافظ عدّة روايات في الباب ثم قال: "فهذه الروايات عن عشرة من الصحابة غير ابن عمر، يعطي مجموعها أكثر ما في حديثه" اهـ. والخلاصة: فالحديث ضعيف، والله أعلم.