للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"بَزَقَ الفَجْرُ": طلع الفجر (١)، والمراد بالفجر هو الفجر الصادق؛ فهناك فجران (٢):

الفجر الكاذب: وهو البياض المُسْتَطِيل الدقيق في السماء، ويشبهونه بـ (ذنب السِّرْحَان) يعني: الذئب. لا يحل أداء صلاة الصبح ولا يحرم الأكل على الصائم (٣).

والفجر الصادق: هو البياض المُسْتَطِيرُ الذي ينتشر في السماء، الذي يأتي بعد الكاذب، وبه يدخل وقت صلاة الفجر (٤).


= رحمه الله تعالى يقصد بالمحققين كلام شيخ الإسلام، ولكن كلام شيخ الإسلام ليس مقدرًا بالوقت، حيث قال: "أما وقت العشاء فهو مغيب الشفق الأحمر لكن في البناء يحتاط حتى يغيب الأبيض فإنه قد تستتر الحمرة بالجدران فإذا غاب البياض تيقن مغيب الأحمر. هذا مذهب الجمهور كمالك والشافعي وأحمد. وأما أبو حنيفة. فالشفق عنده هو البياض وأهل الحساب يقولون: إن وقتها منزلتان لكن هذا لا ينضبط فإن المنازل إنما تعرف بالكواكب بعضها قريب من المنزلة الحقيقية وبعضها بعيد من ذلك. وأيضًا فوقت العشاء في الطول والقصر يتبع النهار فيكون في الصيف أطول كما أن وقت الفجر يتبع الليل فيكون في الشتاء أطول. ومن زعم أن حصة العشاء بقدر حصة الفجر في الشتاء وفي الصيف: فقد غلط غلطًا حسيًّا باتفاق الناس".
وأما الشفق الأبيض أو ما يُسمَّى بالبياض، فلم أجد من تعرض لمدته إلا ما نقل الحطاب في "مواهب الجليل" (١/ ٣٩٧) عن القاضي عياض؛ قال: "روي عن الخليل بن أحمد أنه قال: رقبت البياض فوجدته يبقى إلى ثلث الليل، وفي مختصر ما ليس بالمختصر إلى نصف الليل، فلو رتب الحكم لزم تأخير العشاء إلى نصف الليل أو آخره".
(١) يبزغ الفجر، أي: بدا طلوعه، وقيل بزقت أيضًا بالقاف بمعناه. انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (١/ ٨٧).
(٢) "الفجر" من: انفجر الشيء، إذا انفتح، والفجر فجران، يقال للأول منهما: الكاذب، والثاني: الصادق. انظر: "حلية الفقهاء" لابن فارس (ص ٧٤).
(٣) "السرحان" الذئب، وإنما يشبه بذنب السرحان؛ لأنه مستدق صاعد في غير اعتراض، وهو الفجر الكاذب الذي لا يحل شيئًا ولا يحرمه. انظر: "غريب الحديث" لابن قتيبة (١/ ١٧٤).
(٤) "الفجر الثاني" هو: المستطير الصادق، سمي مستطيرًا لانتشاره في الأفق. انظر: "المطلع على ألفاظ المقنع" للبعلي (ص ٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>