للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيتباهون بالمعاصي، ويرتكبون الموبقات، ويجاهرون بالسيئات، ويؤذون المؤمنين والمؤمنات، فأولئك لم يحبوا رسول الله حق المحبة.

إذًا الذين يحبون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هم الذين يتبعون منهجه، ويقتدون بسنته، ويتتبعون آثاره - صلى الله عليه وسلم -، فيعملون بها، كما كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعلون ذلك، كانوا يتلقون من مشكاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العلم، ويتلقون الأحكام، فيطبقون ذلك بأعمال موافقة لأقوالهم، فهذا هو اتباع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

قوله: (وَالتَّعَاوُن عَلَى إِقَامَةِ هَذه السُّنَنِ).

فينبغي لك إن أحببت أحدًا أن تحبه للّه، وإذا أبغضت أحدًا أن تبغضه لله، لا يكون البغض بسبب أن من أبغضته خالفك في هواك، ولا يكون الحب، لأن من أحببته حقق لك مأربًا من مآرب الدنيا، أو أنه أعانك ظلمًا على شخص اختلفت معه فوقف معك، فربما يكون وقوفه معك في الباطل ليس من قبيل هذه المحبة.

قوله: (وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى النَّهْيَ عَنِ المُنْكَرِ وَالأمْرَ بِالمَعْرُوفِ، وَهِيَ المَحَبَّةُ وَالبِغْضَةُ - أَي: الدِّينِيَّةُ).

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الذي يكشف المحبة، وهو التي يبيّن البغض؛ فالنهي عن المنكر يتبين فيه المحبة، والكراهة والبغض آية البيان؛ لأنه في هذا المقام إن كان الإنسان لا يفرق بين قريب وبعيد في أمره بالمعروف وفي النهي عن المنكر يكون فعلًا يحبه حقًّا؛ لأنه سيكون حبه في الله وبغضه في الله، أما إذا كان يتغاضى عن القريب، ويشدد على البعيد، يميز بينهم في المعاملة في الدعوة إذا رأى خطأ من قريبه غض طرفه، وإذا رأى خطأً أو تقصيرًا من البعيد أطال لسانه، وربما تجاوز ذلك، فليست هذه هي المحبة المطلوبة.

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مما خص الله تعالى به هذه الأمة

<<  <  ج: ص:  >  >>