للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما عدد جمل الأذان عند المالكية (١): فسبع عشرة جملة، وهي: "الله أكبر" مرتين؛ لأنه ورد في حديث أبي محذورة أن الرسول علمه: "الله أكبر" أربع مرات، ومرة علمه مرتين؛ فالشافعية أخذوا بالرواية المشهورة (الأربع مرات) وقالوا: تسع عشرة جملة، وأما المالكية فحذفوا اثنتين في التكبير؛ فصار عدد كلمات الأذان سبع عشرة جملة: "الله أكبر" مرتين، ثم "أشهد ألا إله إلا الله" أربع مرات بالترجيع فيه مرتان في السر، ومرتان في الجهر ثم "أشهد أن محمدًا رسول الله" أربع مرات بالترجيع فيه مرتان في السر، ومرتان في الجهر، ثم "حي على الصلاة" مرتين، ثم "حي على الفلاح" مرتين، ويختم بـ "لا إله إلا الله" مرة واحدة.

أما عند الحنفية (٢)، والحنابلة (٣): فيأخذون بالأشهر وهو خمس عشرة جملة، وهي الواردة في حديث عبد الله بن زيد.

ثم ذكر المؤلف أذان البصريين، ولا يصل صحته إلى الأذان بالنسبة للصفات الثلاثة المتقدمة؛ لأن هذه الصفات الثلاثة قد ورد فيها أحاديث صحيحة، وعلى ذلك لو أذن الإنسان بأيِّ صفة منها سواء بأذان بلال، أو


(١) يُنظر: "التلقين" للقاضي عبد الوهاب (ص ٩٢) حيث قال: "الأذان في الصبح: تسع عشرة كلمة وغيرها سبع عشرة كلمة، وحكاية لفظ في غير الصبح: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله أشهد أن محمدًا رسول الله، حيَّ على الصلاة حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح حيَّ على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، وفي الصبح يزيد بعد حيَّ على الفلاح: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم".
(٢) يُنظر: "مختصر القدوري" (ص ٢٥) حيث قال: "وصفة الأذان: أن يقول: الله أكبر الله أكبر - إلى آخره ولا ترجيع فيه ويزيد في أذان الفجر بعد الفلاح: الصلاة خير من النوم مرتين".
(٣) يُنظر: "شرح منتهى الإرادات" للبهوتي (١/ ١٣٣) حيث قال: " (وهو)، أي: الأذان (خمس عشرة كلمة)، أي: جملة (بلا ترجيع) للشهادتين، بأن يخفض بهما صوته، ثم يعيدهما رافعًا بهما صوته، فيكون التكبير في أوله أربعًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>