للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك فيقول: "الصلاة خير من النوم" هي دعوة أُخرى، ولذلك سمي لهذا بالتثويب بمعنى؛ رجع.

لماذا خُصَّ ذلك بصلاة الصبح؟ لا شك أن صلاة الصبح تختلف عن غيرها؛ فالناس في الغالب في نوم عميق، وهم بحاجة إلى من ينبههم، ويوقظهم، ويحضهم، ولذلك جاءت هذه الزيادة في أذان الصبح، حتى يتنبه الناس، ويتهيؤوا للصلاة.

• قوله: (هَلْ يُقَالُ فِيهَا أَمْ لَا؟ فَذَهَبَ الجُمْهُورُ (١) إِلَى أَنَّهُ يُقَالُ ذَلِكَ فِيهَا. وَقَالَ آخَرُونَ (٢): إِنَّهُ لَا يُقَالُ، لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنَ الَأذَان المَسْنُون، وَبِهِ قَالَ الشَّافِعِيُّ) (٣).

هناك خلاف بين العلماء في المقصود بالتثويب نبينه فيما يأتي:

ذهب الإمام مالك والشافعي وأحمد إلى أن التثويب بعدما يفرغ المؤذن في صلاة الصبح من قوله: "حي على الفلاح"، فيقول: "الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم" مرتين. والإمام الشافعي له رواية


(١) مذهب الحنفية، يُنظر: "مختصر القدوري" (ص ٢٥) حيث قال: "وصفة الأذان: أن يقول: الله أكبر الله أكبر إلى آخره، ولا ترجيع فيه ويزيد في أذان الفجر بعد الفلاح: الصلاة خير من النوم مرتين".
ومذهب المالكية، يُنظر: "التاج والإكليل" للمواق (١/ ٤٢٥) حيث قال: "يزاد قبل التكبير الأخير في نداء الصبح الصلاة خير من النوم مرتين".
ومذهب الشافعية، يُنظر: "روضة الطالبين" للنووي (١/ ١٩٩) حيث قال: "الرابعة: التثويب: أن يقول في أذان الصبح بعد الحيعلتين: الصلاة خير من النوم، مرتين، وهو سنة على المذهب الذي قطع به الأكثرون".
ومذهب الحنابلة، يُنظر: "شرح منتهى الإرادات" للبهوتي (١/ ١٣٤) حيث قال: " (و) يسن (قول) مؤذن (الصلاة خير من النوم مرتين. بعد حيعلة أذان الفجر) ".
(٢) مثل إسحاق بن راهويه، وسيأتي.
(٣) هي قوله في الجديد، والراجح في المذهب أنه سنة.
يُنظر: "روضة الطالبين" للنووي (١/ ١٩١) حيث قال: "هو سنة على المذهب الذي قطع به الأكثرون، وقيل: قولان: القديم الذي يفتى به: أنه سنة، والجديد: ليس سنة".

<<  <  ج: ص:  >  >>