للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قوله: (فَمَنْ فَهِمَ مِنْ هَذَا الوُجُوبَ مُطْلَقًا، قَالَ: إِنَّهُ فَرْضٌ عَلَى الَأعْيَان، أَوْ عَلَى الجَمَاعَةِ، وَهُوَ الَّذِي حَكَاهُ ابْنُ المُغَلِّسِ (١) عَنْ دَاوُدَ، وَمَنْ فَهِمَ مِنْهُ الدُّعَاءَ إِلَى الِاجْتِمَاعِ لِلصَّلَاةِ قَالَ: إِنَّهُ سُنَّةٌ فِي المَسَاجِدِ، أَوْ فَرْضٌ فِي المَوَاضِعِ الَّتِي يَجْتَمِعُ إِلَيْهَا الجَمَاعَةُ، فَسَبَبُ الخِلَافِ: هُوَ تَرَدُّدُهُ بَيْنَ أَنْ يَكُونَ قَوْلًا مِنْ أَقَاوِيلِ الصَّلَاةِ المُخْتَصَّةِ بِهَا، أَوْ يَكُونَ المَقْصُودُ بِهِ هُوَ الِاجْتِمَاعَ).

إن الأذان شعيرة من شعائر الإسلام، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحبه الكرام - رضي الله عنهم - من الخلفاء ومن بعدهم من المسلمين قد حافظوا عليه، وهذا الأذان أيضًا مما يجلب المسلمين إلى المساجد ويدعوهم إليها، وفيه -كما هو معروف- ترقيق للقلوب، وما أجمل أن يتردد فيه توحيد الله -سبحانه وتعالى- وإخلاص العبادة له، فقد اشتمل على عقيدة التوحيد، ولو أردنا أن نأخذه كلمة كلمة لاحتاج منا وقتًا كبيرًا.

وباختصار فإنه يبدأ بالتكبير وقول المؤذن: الله أكبر الله أكبر، أي: الله أكبر من كل شيء، ثم الاعتراف بالشهادتين فيقول: أشهد ألا إله إلا الله، أشهد أدت محمدًا رسول الله، وهذه كلمة قيمتها في الميزان معلومة، وفي الحديث: "مَن قال: لا إله إلا الله خالصًا من قلبه دخل الجنة" (٢)، ثم يأتي بعد ذلك الدعاء إلى الصلاة وإلى الفلاح، ثم أيضًا العودة إلى تكبير الله -سبحانه وتعالى-، ثم يكون ختام ذلك المسك فيختم بالتوحيد: لا إله إلا الله.


(١) ابن المغلس: عبد الله بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن المغلس، أبو الْحَسَن الفقيه الظاهري له مصنفات على مذهب داود بن عليٍّ، وكان ثقة فاضلًا فهمًا، أخذ العلم عن أبي بكر مُحَمَّد بن داود، وعن ابن المغلس انتشر علم داود في البلاد. انظر: "تاريخ بغداد" (١١/ ٢٦).
(٢) أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (١/ ٤٢٩) من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من شهد أن لا إله إلا الله مخلصًا من قلبه دخل الجنة"، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (٢٣٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>