للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منهم أن يجتهد، ولذلك اجتهد الصحابة - رضي الله عنهم - وتحروا، ثم صلى كل واحد منهم إلى وجهة.

وقوله: "وعلَّمنا"، يعني: وضعنا علامة أو علامات، فكلّ واحد منهم وضع علامة ليعرف الجهة التي صلى إليها؛ لأنه إذا ظهر الصبح فستظهر الأدلة والعلامات التي يعرفون بها القبلة.

وأما قوله - صلى الله عليه وسلم -: "مضت صلاتكم" (١)، يعني: صحت صلاتكم ووقعت، وهو حجة للجمهور.

وقيل (٢): إن الآية نزلت في النافلة، ولكن أيضًا ورد أنها نزلت بهذه المناسبة.

قوله: (وَفِي هَذَا البَابِ مَسْأَلَة مَشْهُورَةٌ، وَهِيَ جَوَازُ الصَّلَاةِ فِي دَاخِلِ الكَعْبَةِ).

إن العلماء عادة يتكلَّمون عن الصلاة داخل الكعبة وعن الصلاة على ظهرها، لكن المؤلِّف علَّق على هذه المسألة فقال: لأنها أشهرها، واعتبر الأخرى فرعية، وإلا فإنهم يتكلمون في الصلاة فوق ظهر الكعبة ويختلفون فيما إذا كان هناك شاخص أمام المصلي أو لا.

قوله: (وَقَدِ اخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ، فَمِنْهُمْ مَنْ مَنَعَهُ عَلَى الإِطْلَاقِ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَجَازَهُ عَلَى الإِطْلَاقِ، وَمِنْهُمْ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ النَّفْلِ فِي ذَلِكَ وَالفَرْضِ).

ذكر المؤلِّف أن منهم مَن منعه على الإطلاق، ولم يذكر المانع، وقد


(١) سبق تخريجه.
(٢) يُنظر: "تفسير الطبري" (٢/ ٥٣٠) حيث قال: "وقال آخرون: نزلت هذه الآية على النبي - صلى الله عليه وسلم -، إذنًا منَ الله - عز وجل - له أن يصلِّي التطوع حيثُ توجَّه وجهه من شرق أو غرب"، ثم أسند إلى ابن عمر - رضي الله عنهما - قوله الذي أخرجه البخاري (١٠٩٦)، ومسلم (٧٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>